تعرّضت محطتا ضخ لخط أنابيب رئيسي في السعودية ينقل النفط السعودي من حقول المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي إلى هجوم بطائرات مسيرة الثلاثاء.
الهجوم يعد تصعيدا جديدا بعد يومين من تعرض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات "تخريبية" قبالة الإمارات.
وقال المستشار النفطي الدولي محمد الصبان في تصريح لقناة "الحرة" إن ما حدث يشكل "تطورا نوعيا خطيرا"، مرجحا أن تكون له تبعات ليس فقط على سوق النفط لدول المنطقة بل على الأسواق العالمية كافة.
وأردف أن "إيران كأنما تقول للسعودية وللعالم إننا لن نستهدف المملكة فقط من خلال مضيق هرمز، وإنما أيضا من خلال ما يمكن أن تصدره عبر خطوط الأنابيب عبر البحر الأحمر".
ووصف ذلك بـ"الرسالة الخطيرة للعالم لا بد أن يأخذها بجدية كاملة في المرحلة القادمة".
وأوضح الخبير السعودي أن المملكة أثبتت للعالم أنها "مصدر آمن وموثوق ويمكن الاعتماد عليه، لكن إيران تود أن تبعث رسالة عبر عملائها مفادها أن المملكة ليست مصدرا آمنا ولا موثوقا".
وتوقع الصبان أن ينعكس الهجوم على طهران "حتما بشكل سلبي، فالمملكة لم تتأثر صادراتها ولن تتأثر نتيجة للحادث على الرغم من التوقف المؤقت لخط الأنابيب المستهدف" والذي يتيح نقل النفط من المنطقة الشرقية وتصديره عبر موانئ على البحر الأحمر بعيدا عن الخليج ومنطقة مضيق هرمز.
وأوضح أن هناك خطوط أنابيب أخرى مجاورة للخط المتضرر فضلا عن وجود مخزون في ينبع يكفي هذه المدينة الصناعية وأيضا التصدير الذي ينطلق منها.
وأشار إلى أن السعودية بدأت تقلل من اعتمادها على تصدير النفط عبر مضيق هرمز وعملت على توسيع الطاقة التصديرية وطاقة التشغيل وطاقة استيعاب خطوط الأنابيب إلى الساحل الغربي وتصدير خمسة ملايين برميل يوميا إن دعت الحاجة.
وتعتبر ينبع المطلة على البحر الأحمر، من أهم المدن الصناعية على الساحل الغربي للسعودية وتقع غرب منطقة المدينة المنورة.
وتتركز بالمدينة أهم الشركات الصناعية الكبرى مثل سابك وأرامكو، فضلا عن أنها تحتضن ميناء الملك فهد، وتشكل صناعة مواد الطاقة والبتروكيماويات الصناعة الأولى فيها.
أسعار النفط تتأثر
وتوقع الخبير النفطي أن تشهد أسعار النفط ارتفاعا في المرحلة المقبلة، وقال إنها بدأت الثلاثاء مرتفعة أكثر من 1.5 في المئة.
وأضاف أن العالم وإن كان مطمئنا لعدم وجود انقطاع وأن تأثير الهجوم محدود، إلا أن المضاربين وأسواق النفط يأخذون في الاعتبار مسألة احتمال تكرار هذا الحادث في الفترة القادمة وتأثيرها على الأسواق.
وتدفع تلك العوامل وفق الصبان الأسعار استمرار ارتفاع أسعار النفط، مضيفا أن المضاربين والأسواق يأخذون في الاعتبار أيضا احتمال أن تتخذ دول المنطقة والولايات المتحدة خطوة أكبر تجاه إيران خاصة في ظل الحوادث الإرهابية التي بدأت الأحد بحادث الفجيرة ثم بالهجوم الثلاثاء داخل الأراضي السعودية.
وتقع المحطتان المستهدفتان في محافظتي الدوادمي وعفيف بمنطقة الرياض على بعد 220 كلم و380 كلم غرب العاصمة السعودية.
ويبلغ طول خط الأنابيب نحو 1200 كلم، ويمر عبره خمسة ملايين برميل نفط يوميا على الأقل، من المنطقة الشرقية الغنية بالخام إلى المنطقة الغربية على ساحل البحر الأحمر.
المصدر: قناة الحرة