الولايات المتحدة وبريطانيا ترسلان قوات إلى منطقة الخليج...هل تستعدان لضرب إيران
الاثنين 17 يونيو 2019 الساعة 14:42
تعز أونلاين- سبوتنيك

سترسل قيادة البحرية الملكية لبريطانيا 100 جندي من القوات الخاصة إلى منطقة الخليج، وتتمثل مهمتهم في حماية السفن البريطانية بعد تصاعد التوتر في المنطقة.

وفقا لصحيفة تايمز، إن مهمة توفير الأمن للسفن مسؤولية قوات المشاة البحرية، فرقة كوماندوز 42، ومقرها بليموث.

حاملة الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية أبراهام لنكولن وسفن هجومية كيرسارج في بحر العرب في 17 مايو/ أيار 2019

وستتمركز هذه الوحدة في القاعدة التي تم افتتاحها في العام الماضي، وهي القاعدة البحرية البريطانية في البحرين. من هنا، ستنطلق القوات البريطانية الخاصة إلى البحر على متن سفن حربية تقوم بدوريات في مياه الخليج العربي وتدافع عن السفن العسكرية والأسطول التجاري البريطاني عبر مضيق هرمز.

كما تناقش الولايات المتحدة إرسال نظام الدفاع الجوي "باتريوت" وعدة مقاتلات وسفن حربية إلى منطقة الشرق الأوسط.

وأفادت "سي إن إن" بأن الولايات المتحدة تناقش إمكانية إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط بعد حادث ناقلتي النفط الذي وقع يوم 13 يونيو/ حزيران في خليج عمان.

الولايات المتحدة وبريطانيا تتهم إيران في حادث الناقلتين:
ألقت لندن اللوم على طهران واتهمتها بالتورط في ما حدث في خليج عمان.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، في وقت سابق، إن بريطانيا تعمل على أساس أن إيران مسؤولة عن الهجمات التي استهدفت ناقلتي نفط في خليج عمان، وحذرت إيران من أن هذه الأفعال "غير حكيمة للغاية".

سفينة بريطانية

© AP PHOTO / ARIEL SCHALIT

كما اتهمت الولايات المتحدة إيران، وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الخميس 15 يونيو، أن الولايات المتحدة، تعتقد أن إيران مسؤولة عن الهجمات على الناقلات في خليج عمان، مؤكدا أن هذا رأي الحكومة الأمريكية، بأن الحكومة الإيرانية هي المسؤولة.

الرد الإيراني:

رفضت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة بشكل قاطع المزاعم الأمريكية التي "لا أساس لها" بشأن الهجمات على ناقلتي نفط في خليج عُمان، وأنه على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة التخلي عن الدعوة للحرب وأن يوقفوا سعيهم إلى إشعال فتنة وينهوا عملياتهم وتخطيطاتهم السرية التي تهدف إلى اتهام الآخرين في المنطقة.

الولايات المتحدة لم تستبعد استخدام القوة العسكرية ضد إيران:

لم يستبعد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو استخدام القوة العسكرية ضد إيران، ولكنه أكد أن ترامب لا يفضل هذا.

ووفقا لبومبيو إن الولايات المتحدة تدرس جميع الاحتمالات، بما في ذلك استحدام القوة العسكرية ضد إيران، وأنه يجب على العالم الاتحاد ضد "التهديد الإيراني".

هل تشن بريطانيا والولايات المتحدة ضربة مشتركة على إيران:

قال الخبير الروسي والسياسي ميخائيل سينيلنيكوف أوريشاك لوكالة "سبوتنيك":

"إن الولايات المتحدة تريد أن تظهر أنها مستعدة لاتخاذ التدابير القصوى، أي إذا احتاج الأمر توجيه ضربة على إيران "عدوها الرئيسي"، واعتقد أن هذا مجرد إظهار لا أكثر لأن ترامب يأخذ بعين الاعتبار الانتخابات الأمريكية التي ستجري في وقت قريب، ومن غير المحتمل أن يبدأ بشن "حرب كبيرة" على إيران فلديه الكثير من النفقات قبل الانتخابات".

وأما السياسي والخبير بشأن مشاكل الشرق الأوسط والقوقاز، ستانيسلاف تاراسوف، أجاب في مقابلة مع "سبوتنيك" عن سؤال حول هل يمكن لبريطانيا والولايات المتحدة أن تشنان ضربة على إيران قائلا: "إن عدد القوات التي هناك لا تكفي لشن حرب كبيرة، وأنه لن يكون هناك ضربة، إن هذه مجرد مؤامرة، لم تعرف حتى الآن أهدافها".

استهداف ناقلتي نفط في خليج عمان، 13 يونيو/ حزيران 2019

© AP PHOTO / ISNA

لماذا اصطفت بريطانيا مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران:

وأما الكاتب والمحلل السياسي البريطاني، الدكتور عادل درويش علق على الأنباء، قائلا إن "القرار البريطاني غير مفاجئ، وقد اتخذ قبل أسابيع، حسب مصادر وزارة الدفاع البريطانية، ويعد تحركًا روتينيًا نظرًا لتواجد قوات تابعة للبحرية الملكية البريطانية في قواعد مملكة البحرين، بينما لا يوجد للاتحاد الأوروبي قوات بحرية تذكر باستثناء فرنسا، التي تمتلك سفن الدوريات في المحيط الهندي، وبحر العرب؛ لأهداف أخرى منها حماية الملاحة من القرصنة".

من جانبه، قال المحلل السياسي الإيراني، صالح القزويني، إن "ما قامت به بريطانيا يعد خطوة استفزازية، لا تصب في مصلحة الأمن والسلام، في منطقة الشرق الأوسط، وكان من المفترض أن تقوم بريطانيا بتهدئة الوضع واحتواء التوتر الواقع حاليا، وليس الاصطفاف بجانب الولايات المتحدة في خطواتها التصعيدية، لأن ذلك سيدفع بريطانيا لمواجهة ردًا لا يقل ضراوة عن ما حدث مع دونالد ترامب".

وعن أسباب تغير الموقف البريطاني من إيران في هذا التوقيت، فسر القزويني أبعاد الموقف البريطاني الجديد بأنه يتعلق بموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالحكومة البريطانية الجديدة، بعد الانتخابات المنتظرة واستقالة تيريزا ماي، والتي ربما تأتي بشخصيات مقربة من ترامب، وقد أعلن الأخير بشكل صريح دعمه لوزير خارجية بريطاني السابق بوريس جونسون، وربما هذه الشخصيات تريد مكافأة الرئيس الأمريكي مقدمًا".


متعلقات