استمر اهتمام الصحف العربية بالتوتر في منطقة الخليج بعد التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإيران، وإعلان طهران إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار بدعوى اختراقها المجال الجوي الإيراني.
وبينما يرى كُتّاب أن إيران "ربحت الجولة الأولى من الحرب"، يؤكد آخرون أن "لا أحد في المنطقة يريد الحرب". وطالب فريق ثالث بمواصلة الضغط والعقوبات على إيران لوقف "تدخلاتها" في المنطقة.
يقول عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم الإلكترونية اللندنية، إن أمريكا "خسرت الجولة الأولى في الحرب ضد إيران ومحورها، وخرجت محطمة نفسياً ومعنوياً، وباتت قوة عظمى لا يمكن الاعتماد عليها في أعين حلفائها الإسرائيليين والعرب الخليجيين"
ويؤكد عطوان أن "الرئيس ترامب رفع راية الاستسلام البيضاء في أول مواجهة حقيقية تمثلت في إسقاط طائرة التجسس العملاقة 'غلوبال هوك' التي تعتبر درة تاج الصناعة التجسسية الأمريكية بصاروخ إيراني الصنع، وليس روسياً أو صينياً أو أمريكياً، وجَبُن عن الإقدام على أي ضربة انتقامية خوفاً ورعباً".
ويرى الكاتب أن ظهور ترامب "بمظهر الرئيس الكاذب الجبان المتردد، في عيون أصدقائه قبل خصومه، هو أكبر خسارة لأمريكا كقوة عظمى، وقبل أن تبدأ الحرب الحقيقية الكبرى أو الصغرى".
ويرى حمود أبو طالب في "عكاظ" السعودية أن "لا أحد يريد حرباً في الخليج، لكن الحقيقة الأخرى أن لا أحد قادر على احتمال استمرار همجية إيران واعتداءاتها وتدخلاتها، والمفاوضات مع إيران إذا حدثت لن تغير في الواقع شيئا، مع أن مسؤولاً إيرانياً صرّح بأن المرشد الأعلى وصاحب السلطة والقرار يرفض أي محادثات أو مفاوضات، ما يعني أن انفراج الأزمة عبر هذا المسار غير ممكن وربما يكون مستحيلاً".
ويتابع الكاتب قائلا: "بالتالي نكون إزاء وضع معقد وبالغ الخطورة، تصعيد إيراني وصل إلى حد التحرش بالقوات الأمريكية وزيادة كثافة الهجوم على المملكة الحليف الأهم لأمريكا وتمادٍ في التعدي على ناقلات النفط، يقابله تردد أمريكي في تأديب إيران انتظاراً لمحادثات تريدها إيران بشروطها وليس بشروط أمريكا".
ويؤكد الكاتب أن "المواجهة العسكرية قد تكون كارثية، وأننا في منطقة الخليج سنتحمل تبعات باهظة على أصعدة كثيرة إذا حدثت، لكن إيران سوف تتمادى بسبب التردد في ردعها، فكيف يمكن حل هذه المعضلة الصعبة؟"
وبالمثل، يقول جهاد الخازن في "الحياة" اللندنية: "لست منجماً ولا أعرف ماذا سيحدث غداً أو بعد غد، إلا أنني أرى أن تخفيف حدة التوتر أفضل من جر المنطقة إلى حرب مع إيران".
ويؤكد الكاتب أن "دول الخليج العربية لها ألف شكوى وشكوى من إيران، إلا أنني لا أرى أنها تريد حرباً معها، بل تريد مع الولايات المتحدة الضغط عليها لتنفذ ما تطلبه المجموعة الدولية، وهذا يشمل عدم زيادة تخصيب اليورانيوم".
يقول عبد الرحمن الراشد في "الشرق الأوسط" اللندنية: "أنا من أشد المناصرين لإجبار النظام الإيراني على تغيير سياساته، وفي حال الفشل أنا مع دعم تغيير النظام، لكن ليس بأي ثمن. وغني عن القول إن تغييره سلمياً أفضل وأجدى لنا جميعاً".
ويرى أن "النتيجة المثالية التي نرجوها سلماً أو حرباً من إيران أن تتوقف عن مشاريعها العسكرية، من بناء قدرات نووية عسكرية، وصاروخية، وتمتنع نهائياً عن نشر الفوضى والحروب في المنطقة. إنما نحن نعرف أن طهران لن تفعله من تلقاء نفسها، ولا توجد هناك من وسيلة سوى إجبارها على ذلك. والسلاح الأمضى هو حصارها اقتصادياً".
ويضيف: "أما مواجهتها عسكرياً فليبقَ الحل الأخير، لا نلجأ إليه إلا في حالة الدفاع عن النفس. ولهذا كل السياسيين يكررون القول ويشددون عليه، لا نريد الحرب".
ويقول عادل عبد الله المطيري في جريدة "العرب" القطرية إن "الاستراتيجية الأمريكية في الأزمة مع إيران، ترتكز على مواصلة الحظر الاقتصادي والتصاعد في تشديده، فهو برأيها أشد فتكاً بالنظام الإيراني، وبالمقابل لا يكلف الولايات المتحدة الكثير من المال".