نوار كتاو- عربي بوست
عاماً بعد عام تزداد أعداد موجات الحر التي تضرب العالم؛ لتصل درجات الحرارة إلى أرقام قياسيّة، والسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وتوسُّع ثقب طبقة الأوزون، وازدياد التلوث، وحدوث ظاهرة التباين الشمسي.
وتعرف موجة الحر بأنها ارتفاع نسبي في درجة الحرارة لمدة طويلة، مصحوبة بارتفاع في نسبة الرطوبة، ولا يمكن تحديد قيمة ثابتة لدرجة الحرارة هذه.
بل تقاس بالنسبة إلى متوسط معدلات درجات الحرارة في المنطقة التي تتعرض لتلك الموجة، فدرجات الحرارة التي يمكن أن تعتبر عادية في دول المناطق الحارة قد تعد في الوقت نفسه كموجة حر في دول المناطق الأبرد.
إليكم قائمة بموجات الحر التي ضربت العالم في السنوات العشر الأخيرة:
في أوائل عام 2009 تعرضت أستراليا لموجة حر قاسية استمرت أسبوعاً كاملاً، وصلت فيها درجة الحرارة في أديلايد إلى 40 درجة مئوية، وفيكتوريا إلى 46.4، وتسببت باشتعال حرائق كبيرة في الغابات أودت بحياة 173 شخصاً.
كما دمَّرت أكثر من 2500 منزل، وبقي أكثر من نصف مليون شخص بدون كهرباء؛ لأن الموجات الحارة فجّرت محولات الطاقة.
أثَّرت الموجة الحارة الصيفية التي ضربت نصف الكرة الشمالي في عام 2010 على العديد من المناطق، خاصة روسيا والصين والباكستان.
إذ سجلت في باكستان درجة حرارة قياسية هي واحدة من أعلى الدرجات المسجلة في العالم، بلغت 53.5 درجة مئوية.
ضربت موجة حارة قياسية جنوب غرب آسيا واستمرت منذ أواخر يوليو/تموز حتى أوائل أغسطس/آب، وتركزت تحديداً في العراق، ووصلت إلى 52 درجة مئوية.
وعرَّضت موجة الحر الشديدة هذه العراقيين إلى المزيد من التحدي، خاصة أنها صادفت شهر رمضان، ووصلت إلى حد تذويب الأسفلت في الشوارع.
بما أن الصيف يبدأ في أستراليا من أكتوبر/تشرين الأول ويستمر حتى مارس/آذار، فقد حطَّم صيف 2012-2013 العديد من الأرقام القياسية، وبلغت درجات الحرارة أعلى مستوياتها منذ 80 عاماً، ما أدى إلى العديد من الوفيات، واشتعال الحرائق في الغابات.
وسُميت هذه الفترة بالصيف الغاضب، واستمرت درجات الحرارة مرتفعة مدّة 90 يوماً تراوحت ما بين 40 و45 درجة مئوية، وفي بعض المناطق وصلت حتى 50 درجة.
في أواخر يونيو/حزيران 2013 ضربت موجة حارة شديدة جنوب غرب الولايات المتحدة، خاصة جنوب كاليفورنيا، التي وصلت درجة الحرارة فيها إلى 50 درجة مئوية.
كما بلغت درجة حرارة وادي الموت في كاليفورنيا إلى 56.7 درجة، وهي أعلى درجة حرارة مسجلة على الإطلاق في العالم.
فيما كانت الموجة الحارة التي اجتاحت الأرجنتين في العام ذاته ظاهرة تاريخية حدثت في الفترة الممتدة من 11 ديسمبر/كانون الأول 2013 حتى 2 يناير/كانون الثاني 2014، وصلت درجة الحرارة فيها إلى 40 درجة مئوية.
وكانت أطول موجة حارة تشهدها الأرجنتين منذ أن بدأت السجلات في عام 1906 والتي أثرت على العديد من المدن في جميع أنحاء البلاد.
شهدت العديد من المناطق حول العالم موجة حر شديدة، سيما منطقة الشرق الأوسط وبلدان غرب أوروبا.
عرفت الهند وباكستان العدد الأكبر من الضحايا، فقتلت الحرارة في باكستان نحو 4200 شخص بينهم 250 في كراتشي وحدها و1700 شخص في الجارة الهند، إضافة إلى عشرات الضحايا في مصر والسودان وبلدان أخرى.
وتراوحت درجات الحرارة ما بين الهند وباكستان بين 45 و47 درجة مئوية.
وفي العام ذاته أثَّرت موجة الحر على معظم منطقة الشرق الأوسط؛ ما تسبب في وفاة ما يقرب من 100 شخص في مصر.
ووصلت درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية في العراق وقطر.
وصلت درجة الحرارة في الكويت إلى 54 درجة مئوية، وفي العراق وصلت إلى 53.9 درجة مئوية.
لتعد درجات الحرارة هذه من أعلى درجات الحرارة المسجلة في نصف الكرة الشرقي وعلى كوكب الأرض خارج وادي الموت الأمريكي.
في فبراير/شباط 2017 ، شهدت أستراليا موجة حر شديدة مع درجات حرارة وصلت إلى 46.6 درجة مئوية.
في يونيو/حزيران حطمت موجة حارة في إيران درجة حرارة قياسية مرتفعة وصلت إلى 54 درجة مئوية بينما ساعدت الرطوبة الكبيرة هناك إلى وصول درجة الحرارة المحسوسة إلى 61 درجة.
ضربت موجة الحر باكستان وجزءاً كبيراً من الهند. ولقي ما لا يقل عن 65 شخصاً حتفهم بسبب الحرارة التي وصلت إلى 48 درجة مئوية في مايو/أيار ويونيو/حزيران 2018.
كما ضربت موجة حر كبيرة اليابان بعد أيام قليلة من حدوث فيضان هناك أدت إلى مقتل 80 شخصاً ودخول نحو 22 ألفاً إلى المستشفى.
كما كان لأوروبا نصيب من موجات الحر؛ حيث شهدت معظم الدول الأوروبية درجات حرارة عالية أدت إلى إشعال حرائق كبيرة في غابات السويد واليونان.
في 13 يونيو/حزيران توفِّي عدد من الأشخاص بعد أن ضربت موجة حر الكويت، بلغت درجة الحرارة فيها سقف الـ52.5 درجة مئوية.
كما تواجه أوروبا موجة حر تاريخية، دفعت العديد من الحكومات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، لمنع حدوث وفيات والتقليل من الإصابات الخطيرة.
وقالت صحيفة The Guardian البريطانية، اليوم الخميس 27 يونيو/حزيران 2019، إن السلطات في أوروبا حذرت من أن درجات الحرارة قد تصل إلى 40 درجة، وإلى 45 درجة في بعض بلدان القارة.
وقررت السلطات في مدينة كوشن الألمانية القريبة من الحدود مع بولندا، تقييد السرعة القصوى للمركبات على الطرق السريعة التي تمر بجوارها، حيث تضررت تلك الطرق مع وصول درجات الحرارة إلى 39 درجة.
وأوضحت الصحيفة أن القرار جاء بعدما لاحظ المسؤولون أن حالة الطرق الإسفلتية تتدهور إلى درجة الذوبان بسبب الحر، وحددوا السرعة القصوى بـ 120 كيلومتراً في الساعة.
وفي مدينة روستوك الألمانية المطلة على بحر البلطيق، قالت الصحيفة إن قضبان السكك الحديدية القريبة من المدينة تعرضت للالتواء بسبب الحر الشديد.
يبدو أنّ التحذيرات الكثيرة التي أطلقها العلماء في السابق من مخاطر دخول كوكب الأرض حالة «الدفيئة» قد دخلت بالفعل؛ إذ تزداد درجات الحرارة في العالم عاماً بعد عام، والسبب بات معروفاً للجميع وهو ظاهرة الاحتباس الحراري.