ترجمة: عربي بوست
اعتقلت السلطات الإيرانية شابة مسيحية تدعى فاطمة محمدي، الأسبوع الماضي، بعدما أبلغت عن تعرضها للاعتداء بزعم انتهاكها قواعد الحجاب الجبري في إيران، وفقاً لما نشرته صحيفة Jerusalem Post الإسرائيلية.
وكتب موقع وكالة أخبار نشطاء حقوق الإنسان (HRANA) يوم الجمعة 12 يوليو/تموز 2019 أن «قوات تنفيذ القانون بالجمهورية الإسلامية الإيرانية قد اعتقلت فاطمة محمدي يوم الثلاثاء 9 يوليو/تموز 2019. وقد ألقي القبض عليها بعد أن هاجمتها امرأة كُنيتها موسافي بسبب زيِّها، وجرحتها في وجهها. توجهت فاطيمة إلى قسم الشرطة لتحرير شكوى ضد المرأة، ولكن جرى اعتقالها هي بدلاً من السيدة التي اعتدت عليها».
وقيل إن موسافي التي كانت ترتدي عباءة الشادور التي تغطي الجسم بأكمله اعتدت على فاطمة التي أثناء جلوسها في الحافلة، وطلبت منها أن ترتدي حجابها بشكل صحيح.
ووفقاً لموقع HRANA، فإن «موسافي اعتدت على فاطمة، ووكزتها في صدرها بيدها، وضربتها على وجهها حتى تغطت أظافرها بالدماء».
أوقف السائق الحافلة، وتوجهت فاطمة إلى قسم الشرطة المحلي حيث قدمت شكوى رسمية ضد موسافي. ولكن، بدلاً من القبض على موسافي، أوقفت الشرطة فاطمة، وأُطلق سراحها بكفالة يوم الأربعاء 10 يوليو/تموز.
وبحسب موقع HRANA، دافعت موسافي عن هجومها قائلة إنها «تدعو إلى المعروف وتنهى عن المنكر».
أخبر أليريزا نادر، المدير التنفيذي لمنظمة «New Iran» البحثية والحقوقية ومقرها واشنطن، صحيفة The Jerusalem Post أن «النظام (الإيراني) يشجع المواطنين العاديين على مواجهة السيدات اللاتي لا يلتزمن بالحجاب الإجباري».
هذا، وقد نشر الحرس الثوري الإيراني، الذي تصنفه الولايات المتحدة باعتباره «منظمة إرهابية»، مقطع فيديو يروج لارتداء عباءة الشادور الإسلامية.
نشرت وسائل الإعلام المسيحية أن فاطمة محمدي (20 عاماً) تحولت إلى المسيحية وسُجنت قبل ذلك في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2017. وقال مصدر من منظمة الشأن المسيحي الدولي (International Christian Concern) إن «فاطمة أتمت 6 شهور في السجن في الربيع الماضي جزاء عضويتها في كنيسة منزلية بطهران.
تابع المصدر: «إنها ناشطة مسيحية نادرة في إيران، وقد أثارت عدداً من القضايا على ساحة الحوار. وقد اتهمت علناً المحققين معها بالتحرش الجنسي، ونشرت مواد تتناول معاملة الحكومة للمسيحيين. وقد زادت التوعية بشكل خاص حول اضطهاد الحكومة للمسيحيين وانتهاكها للمادة 23 من الدستور التي تنص على (عدم اضطهاد أي شخص أو إجباره على عمل ما بسبب اعتناقه لمعتقد ما)».
وبعثت منظمة العفو الدولية، وهي منظمة أهلية لحقوق الإنسان، الأسبوع الماضي خطاباً إلى إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية في إيران تطالبه بإطلاق سراح ثلاث ناشطات مناهضات للحجاب.
وجاء في الخطاب أن النساء الثلاث «جرى اعتقالهن بسبب مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد أظهر الفيلم الذي صوَّر في اليوم العالمي للمرأة عام 2019 السيدات الثلاث وهن غير مرتديات الحجاب، ويوزعن زهوراً على راكبات القطار في طهران، ويتحدثن عن آمالهن حول حقوق النساء في إيران».
وأضافت المنظمة: «السيدات اتهمن بارتكاب جرائم خطيرة لمجرد الاحتجاج السلمي على قوانين الحجاب الإيرانية المهينة والتمييزية. هذا، وتُعدُّ مقاضاتهن جزءاً من حملة أوسع نطاقاً بدأت منذ يناير/كانون الثاني 2018 ضد المدافعات عن حقوق النساء اللاتي يعارضن بشدة قوانين الحجاب الجبري».