رأى الجنرال التركي المتقاعد أردوغان قراقوش، أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بتسليم 4 مروحيات عسكرية متقدمة لتزيل حجج تركيا بشأن إخراجها من برنامج "إف – 35"، وأنها تسعى للتفوق عليها.

 قال قراقوش في تصريح خاص لوكالة "سبوتنيك": "إن الولايات المتحدة الأمريكية تخشى انكشاف أسرار مكافحة الرادار في القاذفات الأمريكية المقاتلة "إف- 35" بعد تسلّم تركيا منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس- 400" لذا قامت بتعليق مشاركتها في برنامج مقاتلات إف- 35".

وأضاف "وبعد إصرار الولايات المتحدة على موقفها حول مقاتلات إف- 35 اقترحنا شراء مقاتلات إف- 15 أو إف- 16 بحيث يتم تحديثها بدلاً من مقاتلات إف-35 في حال امتنعت أمريكا عن تسليمها لنا".

واستطرد قائلا "أرى أن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب لعبة من خلال تسليم تركيا مروحيات عسكرية متقدمة، حيث قامت بتسليمها لنا كي تقول (نحن ملتزمون بتعهداتنا ونقوم بتسليم مروحيات من طراز بوينغ سي إتش 47 إف شينووك، فلا مانع لدينا من تسليم هذه المروحيات) لأنه من غير الوارد لمنظومة إس- 400 كشف أسرار تلك المروحيات بغية التفوق على تركيا.

وحول سبب عدم فرض الولايات المتحدة الأمريكية أي عقوبات على تركيا على خلفية شرائها منظومة إس- 400 الروسية رأى قراقوش: "أن الولايات المتحدة الأميركية تدرك أن تركيا قد تتجه إلى مكان آخر لتأمين حاجتها لمقاتلات عسكرية، فقد اقترحت روسيا توريد مقاتلات سو – 35 وسو 57، حيث هناك حرب تجارية ثلاثية بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة والاتحاد الأوروبي والصين أي خماسية شنغهاي، إذ تقوم هذه الدول بتصعيد الحرب التجارية، وترى الولايات المتحدة الأميركية أنه في حال خسرت تركيا فسيحاول الاتحاد الأوروبي الاقتراب منها علما بأن فرنسا اقترحت نشر بطارية صواريخ سامب تي في جنوب شرق تركيا مستغلة التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا وبالتالي فهناك صراع على القوة بين هذه الدول".

وأضاف "رأت الولايات المتحدة الأمريكية أن حججها حول قدرة منظومة إس – 400 الروسية على كشف أسرار تكنولوجيا إف- 35 غير مقنعة، لذا تتخذ خطوات نحو التراجع عن موقفها بهذا الشأن، كما أن زيارة المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري الأخيرة إلى أنقرة والاتصال الهاتفي الأخير بين وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ونظيره الأميركي مارك إسبر قد جاءا ضمن هذا الإطار".

وتابع "تريد الولايات المتحدة الأميركية منح بعض الإمكانيات لتركيا وتقديم بعض التنازلات بخصوص المنطقة الآمنة في شمال سوريا وممر السلام على طول الحدود التركية، كي لا تخسرها بشكل كامل".

وحول المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال سوريا قال قراقوش: "لم يتم التوصل بعد إلى تفاهم تام بشأن المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها شمال سوريا حيث لم توافق أميركا بعد على كل مطالب تركيا بهذا الشأن، فضلاً عن أن موضوع المنطقة الآمنة مرتبط إلى حد كبير ببرنامج إف- 35 حيث أعلن وزير الدفاع التركي أكار عقب الاتصال الهاتفي بنظيره الأميركي أن تركيا ستقوم بإنشاء المنطقة الأمنة بمفردها في حال لم يتم التلاقي في نقاط مشتركة، وذلك جاء هذا التصريح للضغط على الولايات المتحدة لإعادة النظر بموقفها حول إخراج تركيا من برنامج إف- 35".

ورداً على سؤال حول ما إذا كان إخراج تركيا من برنامج مقاتلات "إف – 35" سيؤثر على صفقة شراء مروحيات بيونغ من أمريكا قال قرا قوش "خروج تركيا من برنامج مقاتلات إف- 35 له بعدان إذ ستقوم 10 شركات تركية بتصنيع قطع تبلغ تكلفتها 11 مليار دولار من مقاتلات إف- 35 في إطار البرنامج وقد تستطيع الولايات المتحدة عدم تسليم مقاتلات إف- 35 إلى تركيا، ولكن في المقابل تركيا عقدت مع الولايات المتحدة صفقة لتوريد مروحيات بيونغ بمبلغ قدره 15 مليار دولار، أي أن خروج تركيا من برنامج مقاتلات إف- 35 يمكن تعويضه من خلال شراء تركيا مقاتلات أميركية من طراز إف- 15 أو إف - 16 إلى جانب عدم إعاقة بيع الشركات التركية قطع طائرات بيونغ قيمتها 16 مليار دولار للولايات المتحدة".