أثارت أخبار زيارة وفد خفر السواحل الإماراتي إلى العاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الماضي جدلًا بين كتاب الرأي في عديد من الصحف العربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، رغم مرور بعض الوقت على الزيارة.
وقالت الإمارات في وقت سابق إن الزيارة تأتي استكمالًا للقاءات دورية سابقة أجرتها لجنة مشتركة بين البلدين تم تشكيلها لبحث مسائل تجاوز الصيادين للحدود البحرية للبلدين.
وتباينت آراء الكتاب ما بين مؤكد أن الإمارات بدأت التحرك من وراء المملكة العربية السعودية والتفكير في مصلحتها أولًا وبين مشدد على أن السعودية على علم مُسبق بكل خطوات الإمارات.
وحاول كتاب، لا سيما القطريون، توصيف زيارة الوفد الإماراتي لإيران بأنها بداية توتر بين الإمارات والسعودية.
فقد وصف أحمد علي في جريدة الوطن القطرية زيارة الوفد الإماراتي أنه حدث "وسط غفلة، ولا أقول غفوة من الرياض".
وتكهن الكاتب بأن "خلف أبواب المكاتب، والغرف المغلقة، في قصر الرياض 'الملكي'، لن يكون السعوديون سعداء، من قفزة الإمارات المفاجئة، باتجاه الساحل الإيراني، وتوجهها عن طيب خاطر إلى 'عدوتها اللدودة' إيران".
وفي السياق نفسه، يقول فوزي بن يونس بن حديد في جريدة رأي اليوم اللندنية إن الإمارات "رأت أنه لا بد من التقارب مع إيران حفاظا على مصالحها وعلى أمن المنطقة برمّتها".
وأضاف أنه "لا حل للإمارات إلا التقارب مع إيران لعلمها أن إيران دولة قوية بجيشها واقتصادها وتاريخها، وهي بالتالي عرضة للاندثار على يد القوات المسلحة الإيرانية، ومكشوفة للقناصين الإيرانيين، يمكن أن تهتز بجرة قلم من مسؤول إيراني كبير".
علي الجانب الآخر، يرى عبدالله بن بجاد العتيبي في جريدة الاتحاد الإماراتية أن قطر "تسعى جهدها لدق إسفين الفتنة ومحاولات التفرقة بين أهم دولتين تقودان مقاطعة قطر وهما المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة".
وأكد الكاتب أن " التحالف السعودي الإماراتي لا يمكن النيل منه بادعاءات ومزاعم، حول اجتماع إماراتي-إيراني روتيني يتعلق بصيد الأسماك في مياه الخليج العربي مهما حاولت الآلة الإعلامية القطرية النفخ فيه أو تضخيمه أو إخراجه عن سياقه الطبيعي".
وعلي المنوال ذاته، يرى فريد أحمد حسن في جريدة الوطن البحرينية أن "قيام وفد إماراتي بزيارة طهران والتوصل مع النظام الإيراني إلى تفاهمات معينة لا يمكن أن يتم من دون تشاور الإمارات مع السعودية والبحرين".
ويضيف الكاتب أن "الواقع يؤكد بأن التماهي الحاصل بين الدول الثلاث لا يمكن أن يتغير بسبب تغير الظروف والمستجدات لأنها في كل الأحوال واحد وإن اختلفت مسمياتها. البحرين والسعودية والإمارات اليوم دولة واحدة ولكن بمسميات ثلاث".
وعلى صعيد آخر، تطرق بعض الكُتاب لموقف السعودية من التوترات في المنطقة، مؤكدين أن المملكة تبغى حلًا سِلميًا رغم مواقف المنتقدين.
ففي مقال بعنوان "السعودية ضد الحرب" في جريدة عكاظ السعودية، يرى خالد السليمان أن "الحرب في اليمن لم تكن خيارا؛ فقد خاضتها السعودية دعما للشرعية لمنع تمكن الانقلاب الحوثي من اكتساب السيادة الشرعية ... ناهيك عن منع الإيرانيين من تهديد حركة الملاحة الدولية بمضيق باب المندب كما يفعلون اليوم بمضيق هرمز".
ويضيف الكاتب: "الخلاصة أن السعوديين وأصدقاءهم في المنطقة يريدون اليوم قبل الغد توقف الحرب في اليمن، وانتهاء حالة الخلاف بين إيران وأمريكا بما هو في صالح أمن واستقرار ونماء المنطقة".
وفي السياق نفسه، ينتقد إبراهيم السليمان في موقع جريدة الرأي السعودية ما سمّاه "تلالًا من الممارسات اللا-أخلاقية من أرتال المعادين للمملكة، وهو ما يستدعي التدخل الطبي العاجل لتطعيمهم ضد فيروس 'الكراهية الوراثية'".
ويقول: إن من كان يطالبنا من 'مطاريد العرب' بالوقوف في وجه المارد الإيراني ويتهمنا بالتخاذل، هرول مسرعًا للارتماء في أحضانه، بعد أن قررنا خوض المواجهة السياسية وإعادة هذا المارد إلى قمقمه".
ويضيف: "على إيران أن تعي أن المملكة لن تقف موقف المتفرج على برامج تطوير الأسلحة الباليستية، والمحاولات المستميتة لامتلاك سلاح نووي، يخل بموازين القوى في المنطقة، وأنها ستقف بكل شجاعة ومسؤولية جنبًا إلى جنب مع شركائها وحلفائها الحقيقيين في المنطقة وخارجها أمام هذا المشروع التسليحي العدواني، كما أنها لن تعول كثيرًا على بعض من يشاركونها جغرافية المنطقة ممن تنصلوا من واجباتهم المستحقة بمواقف دبلوماسية هشة ضعيفة متوددة".