هل وصل إلى علمك أن البحرية الإيرانية تلحق الهزيمة دائماً بالولايات المتحدة؟ هذا ما يسمعه الإيرانيون من وسائل إعلامهم عن آخر مواجهة بين إيران وأمريكا.
إذ يقول الإيرانيون إن جيشهم لا يقهر لدرجة أنه ما من دولة يمكنها أن تنتصر في حرب برية ضده، حسبما ورد في تقرير لمجلة National Interest الأمريكية.
الأمريكيون يخسرون مواجهاتهم مع إيران
أهلاً بكم في عالم جنون العظمة الذي يعيشه الإعلام الإيراني، حيث ما يزال المستحيل مستحيلاً؛ ولكنه يُستخدم لصنع بروباغندا عظيمة، حسب وصف المجلة الأمريكية.
قال علي فدوي، قائد القوة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني: «الأمريكيون دائماً ما يخسرون على كل الأصعدة في مواجهاتهم مع بحرية الحرس الثوري الإيراني، وأبرز حالات الهزيمة التي لحقتهم كانت في 14 أبريل/نيسان 1988، و12 يناير/كانون الثاني 2016، قبل إسقاط طائرتهم من دون طيار في 20 يونيو/تموز الماضي».
الراجح أن فدوي كان يشير إلى ثلاث حوادث: حادثة أبريل/نيسان 1988 التي ألحق فيها لغمٌ إيراني ضرراً بالغاً بفرقاطة صمويل روبرتس، واستيلاء إيران في يناير/كانون الثاني 2016 على قاربين أمريكيين وأَسر عشرة بحَّارة بعد أن جنح القاربان ودخلا المياه الإيرانية، وكذلك غرق الطائرة من دون طيار MQ-4C في يونيو/تموز 2019 بفعل صاروخ إيراني مضاد للطائرات.
وأضاف فدوي: «كل هذه الإخفاقات والهزائم، التي نجحنا في إلحاقها بالقوات الأمريكية في منطقة الخليج، تبين البؤس والإحباط والمأساة الأمريكية في مواجهة الأمة الإيرانية خلال الأعوام الأربعين الماضية»، كما نقلت عنه وكالة أنباء فارس المملوكة للدولة.
لم تخسر أي قدر من أراضيها وقوة عسكرية عالمية
كما أنّ إيران أيضاً عصيةٌ على الهزيمة على الأرض، على حد تعبير جنرالٍ إيراني. إذ قال الجنرال مهدي رباني، نائب رئيس الأركان الإيراني: «على مدى السنوات العشر التالية على الأقل، لن تتمكن أي قوة إقليمية أو -متعددة الجنسيات- من مواجهة الجمهورية الإسلامية أو قتالها في أي حرب برية».
ووفقاً لوكالة فارس الإيرانية، فإن «الجنرال ذكَّر بأن إيران لم تخسر ولو حتى شطراً من أراضيها في أثناء الحرب التي فرضها العراق بثمانينيات القرن العشرين، حين كان جيش صدام حسين مدعوماً بعشرات من الدول العالمية والقوى الدولية.
هذا فضلاً عن أن قدرتنا الآن باتت أكبر من ذي قبل، إذ امتد العمق الدفاعي الخاص بنا إلى البحر المتوسط، وامتدت جبهتنا لحدود الكيان الصهيوني».
وقال الجنرال حسين سلامي، الذي يقود فيلق الحرس الثوري الإيراني -قوات الصاعقة التي تشكل جيشاً موازياً في إيران- إنَّ إيران قوة عسكرية متفوقة على المستوى العالمي.
وأوضح سلامي في أثناء تفقُّد إقليم سيستان وبلوشستان، حيث تقاتل الحكومة المتمردين السُّنّة: «القوة البرية للحرس الثوري الإيراني تتمتع بالقدرات والإمكانات التي تُؤهلها لتكون قوةً رائدة على المستوى الدولي».
ماذا كانت نتيجة آخر مواجهة بين إيران وأمريكا؟
تقول المجلة الأمريكية: «صحيحٌ أنَّ إيران نجحت في زراعة لغم، واحتجزت قاربين بهما بحارة أمريكيون سيئو الحظ، وصحيحٌ أنَّها أسقطت طائرةً من دون طيار. غير أن هذا لا يعني تحديداً إلحاق هزيمة بالجيش الأمريكي».
ولكن، دعونا ننظر الآن فيما حدث حين قرر الجيش الأمريكي منازلة إيران.
في أبريل/نيسان 1988، ورداً على حادثة الفرقاطة صمويل روبرتس، شنّت الولايات المتحدة عملية «فرس النبي».
ونشرت الولايات المتحدة قوةً ضخمة شملت الحاملة الأمريكية يو إس إس إنتربرايز، وثمانية طرادات، ومدمرات، وفرقاطات، وكوماندوز من فئة SEAL، وقوات المارينز، ومروحيات هجومية من فئة كوبرا.
وبدأت القوة الأمريكية بتدمير منصة نفطية برية إيرانية. وحين ردت إيران بهجمات الزوارق السريعة التي دمرت ناقلات النفط الغربية؛ قصفت قاذفات القنابل A-6 الأمريكية من حاملة إنتربرايز عديداً من القوارب لتُغرقها أو تُصيبها.
وحين أطلق الزورق الإيراني السريع جوشن صاروخ هاربون على السفن الحربية الأمريكية وأخطأ هدفه، أغرقته السفن الأمريكية بصواريخ هاربون وإطلاق النيران. وأطلقت الفرقاطة الإيرانية سهند صواريخ على A-6 الأمريكية، قبل أن تُغرقها الطائرات والسفن الحربية الأمريكية.
إلى جانب الفرقاطة سبلان التي عرقلتها القنابل المُوجَّهة بالليزر من القاذفة A-6.
من حسن الحظ أن واشنطن وطهران قد خفضتا من التصعيد في النزاع. غير أن البحرية الإيرانية قد تلقت عدة ضربات دون أن تتمكن من ردها. ولا شك في أن عملية «فرس النبي» كانت انتصاراً؛ ولكنه بالقطع ليس انتصاراً إيرانياً.
ما مدى تفوق القوة البرية الإيرانية؟
أما فيما يتعلق بتفوق القوات البرية الإيرانية، فهذا أمرٌ يصعب تحديده.
إذ إنَّ القوات الإيرانية لم تخُض كثيراً من الحروب خلال السنوات الثلاثين الماضية، اللهم إلَّا بعض العمليات المساندة لقوات النظام السوري ضد المعارضة المسلحة. ومع ذلك،
وجديرٌ بالذكر أنّ القوات البرية الإيرانية دخلت بالفعل حرباً دامت ثماني سنوات ضد صدام حسين بين عامي 1980 و1988، بعد غزو صدام حسين للأراضي الإيرانية واستيلائه على بعضها.
وتشير التقديرات إلى أنَّ إيران تكبدت خسائر وصلت إلى مليون قتيل، بسبب اتباع تكتيكات من قبيل إرسال أمواج بشرية من المجندين الشباب غير المدربين -بتسليحٍ ضعيف- ليعبروا حقول الألغام ويغزوا التحصينات العراقية.
وشبَّه المراقبون الحرب العراقية الإيرانية بالمجازر التي شهدتها الحرب العالمية الأولى، من قبيل معركة السوم وفردان. ولم تنتصر إيران في هذه الحرب أيضاً. ففي النهاية، اضطر العراق وإيران إلى التوصُّل لاتفاقية سلام، بسبب حالة الإنهاك التي أصابت كلا البلدين.
وحتى الجزء الذي تسيطر عليه إيران من شط العرب، كان صدام حسين هو الذي سلمه للإيرانيين في مطلع التسعينيات ليأمن جانبهم بعد غزوه الكويت وقبل دخوله في مواجهة مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
ولن يظن أحد أنَّ هذه علامةٌ على التفوُّق العسكري على المستوى العالمي.