أصغر أبنائه ورفيقه إلى القبر.. من هو عبد الله نجل الرئيس مرسي؟
الخميس 5 سبتمبر 2019 الساعة 16:40
تعز أونلاين

مات عبد الله نجل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، والتحق الشاب العشريني بأبيه الذي غادر الدنيا قبل أكثر من شهرين، منهيا رحلة مع السجون والآلام استمرت سنوات عديدة.

على أجنحة الألم وقبل أن تجف ذكرى والده من قلوب أنصاره وصفحات الفاجعة القريبة، رحل عبد الله بسبب أزمة قلبية داهمته وهو يقود سيارته، ولم يتمكن الأطباء من إسعافه، لأن القدر كان أسرع، وكان نداء الرحيل قد ألح على الفقيد، وسار به إلى عالم السماء حيث العدالة والنقاء، وحيث الفضاء الواسع من الرحمة افتقدته أسرة مرسي منذ سنوات.

جاءت وفاة عبد الله في مستشفى الواحة بمحافظة الجيزة جنوب العاصمة القاهرة، لتضيف ألما جديدا إلى الأسرة الموزعة بين المنافي والسجون والمقابر، وبعد نحو شهرين من الموت "المريب" لوالده "المغتال" بسبب السجن الطويل والتعذيب والمنع من العلاج.

بريد الأسير ولسان الأسرة


قبل وفاته كان عبد الله بريد والده الأسير إلى العالم وصوت قضيته الحقوقية، وكان قلم مرسي الذي لم يستطع نظام السيسي أن يكسره، بعد أن انقلب على والده ومنع صوته وصورته من الظهور إلى العالم.

كما رافق عبد الله جنازة والده، وكان الصوت الإعلامي الذي نقل للعالم الرحلة الأخيرة للرئيس الراحل من السجن إلى القبر، حيث تخلص من أغلال السيسي وعذابات السجن الانفرادي الذي استمر لسنوات ست.

حل الراحل أكثر من مرة ضيفا على السجون المصرية خلال السنوات المنصرمة، حيث لفقت له قضايا متعددة -كما تؤكد عائلته- من بينها تعاطي المخدرات، واعتقل على خلفيتها عام 2014، وصدر ضده حكم بالحبس لمدة عام، ثم أفرج عنه عام 2015، قبل أن يعاد اعتقاله عام 2018 بتهمة نشر بيانات وأخبار كاذبة، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى في نفس العام بتهم منها "الانضمام لجماعة إرهابية والتحريض على العنف" في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.

تحول عبد الله إلى ناطق باسم أسرة مرسي واعتبر أكثر أفرادها اندفاعا في مواجهة النظام الحاكم خصوصا بعد اعتقال شقيقه الأكبر منه سنا أسامة، وأكد أكثر من مرة أنه لا يعترف بأي شرعية غير شرعية والده الرئيس المنتخب.

أسرة الألم والصبر
نالت أسرة مرسي نصيبا وافرا من الأزمات والاستهداف، وسبحت في بحر من الآلام منذ وصول الوالد إلى السلطة ربيع عام 2012، حين كان ملايين المصريين يعتقدون أن سفينة البلاد قد رست أخيرا على ضفاف نهر الحرية والأمل قبل أن تبغتهم العواصف الهوجاء للثورة المضادة.

وخلال السنوات الماضية تعرضت نجلاء محمود زوجة مرسي وأولاده الأربعة أحمد وأسامة وعبد الله وشيماء لنصيب ضاف من التشهير الإعلامي الذي قاده الإعلام المحسوب على السيسي، وروجت شائعات متعددة عن كل أفراد العائلة المكلومة.

بدأت مرحلة الألم الأكثر صعوبة مع الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس في الثالث من يوليو/تموز 2013، قبل أن يتم إطلاق سلسلة من المضايقات التي استهدفت الأسرة، فمنعت من زيارة مرسي واعتقل بعض أفرادها وحرمت من أبسط حقوقها.

فخلال السنوات الست التي قضاها مرسي في السجن تمكنت عائلته من زيارته أربع مرات فقط، رغم أن قانون السجن يعطي لعائلة السجين حق زيارته شهريا، وجرت أولى تلك الزيارات في محبسه بسجن برج العرب (شمال) في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 لهيئة دفاعه وأفراد من الأسرة.

عام 2017 كانت هناك زيارتان في محبسه بسجن طرة جنوبي القاهرة، الأولى في يونيو/حزيران لزوجته وابنته شيماء ومحاميه، والثانية في نوفمبر/تشرين الثاني للمحامي فقط، وفي سبتمبر/أيلول 2018 سمح لأفراد من أسرته بزيارة ربما لم يكونوا يعرفون أنها ستكون الأخيرة.

رحل عبد الله وقبله أبوه، وما زالت العائلة تحتفظ بممثل لها في سجون النظام، حيث يقبع فيه منذ ديسمبر/كانون الأول 2016 أسامة النجل الأكبر للدكتور مرسي والمتحدث الرسمي السابق باسم الأسرة، ولن يسمح له -على الأرجح- بالصلاة على أخيه وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة مثلما منع من لقاء والده وهما في السجن ولم يسمح له بتوديعه قبل دفنه.

بوفاة عبد الله مرسي يرحل جزء كبير من أسرة الرئيس المصري الراحل، ويسكت صوتها الإعلامي ولسانها المعبر عنها. وفي الوقت الذي يبتلع السجن الابن الآخر، يبقى الشقيق الأكبر أحمد آخر أبناء مرسي خارج قبضة السجن.

وبرحيله أيضا تنقضي فترة من فترات ألمه الشخصي، وتبدأ فترة أخرى لدى أسرته ومحبيه، ضمن رحلة طويلة من رحلات مصر المفتوحة على بوابات الألم والحزن منذ سنوات.

المصدر : الجزيرة

 

 

 


متعلقات