قالت وكالة رويترز، نقلاً عن مصادر وصفتها بـ «المطلعة»، اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول 2019، إن شركة أرامكو النفطية السعودية تشتري النفط من دول مجاورة، من أجل الوفاء بالتزاماتها لتزويد مصافي تكرير أجنبية، وذلك بعد هجمات استهدفت الشركة العملاقة قبل 10 أيام.
وقالت المصادر -التي لم تذكر وكالة رويترز اسمها- إن ذراع التجارة للشركة الوطنية يتدبر إمدادات خام من الإمارات، والكويت، لتغطية التزامات المملكة تجاه مصافي تكرير خارج السعودية، في دول مثل البحرين وماليزيا وكوريا الجنوبية.
وأشارت الوكالة إلى أن وحدة أرامكو للتجارة لم ترد حتى الآن على طلب للتعقيب.
وكانت منشأتان لشركة أرامكو تعالجان النفط الخام الخفيف، قد تعرضتا لهجوم بطائرات مسيّرة وصواريخ كروز، يوم 14 سبتمبر/أيلول 2019، ما تسبب في إيقاف نحو 5.7 مليون برميل يومياً، أو أكثر من نصف إنتاج المملكة، التي تُعد أكبر بلد مصدر للنفط في العالمشحنات نفطية من الإمارات
وورغم قول الرياض إنها ستسترجع إنتاج النفط بالكامل بحلول الأسبوع القادم، فإنها تطلب، بحسب المصادر، مساعدة من منتجين خليجيين آخرين لكي تستمر في تزويد عملائها، وسد أي فجوات بسبب النقص المؤقت.
وحتى قبل الهجمات، كانت أرامكو للتجارة تشتري الخام من أطراف ثالثة وتتاجر فيه وتبادله بمنتجاتها النفطية، لكن المصادر قالت إن تراجع إنتاج المملكة رفع طلب الشركة على الخام غير السعودي.
وقال مصدران إن أرامكو للتجارة تدبر شحنات صغيرة من الخام الإماراتي لصالح مصفاة البحرين ومجمعات أخرى، من شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).
وقال مصدر إن «أدنوك سترسل مليونين إلى ثلاثة ملايين (برميل) من مربان إلى البحرين»، وتُعد مربان أحد الخامات الخفيفة الرئيسية للنفط الإماراتي.
وقال مصدر آخر: «رأينا أيضاً مربان يتجه إلى ماليزيا»، مشيراً إلى مشروع مشترك بين شركة النفط الوطنية الماليزية بتروناس وأرامكو.
وتشتري أرامكو للتجارة الخام من السوق أيضاً لتغذية إس-أويل، ثالث أكبر مصفاة في كوريا الجنوبية، التي تشاركها أرامكو مشروعاً مشتركاً.
وأضافت المصادر أن إس-أويل تحصل على النفط الإماراتي والكويت، عن طريق شركات من بينها بي.بي. وامتنعت الأخيرة عن الرد على طلب للتعقيب من رويترز.
واشترت أرامكو للتجارة الخام العماني أيضاً، وفقاً لمصدر تحدث لرويترز، وقالت مصادر أخرى إن الشركة تتطلع لاستيراد المكثفات من السوق.
كذلك نقلت الوكالة عن مصدر قوله إن السعودية لن تستورد الخام لتلبية حاجاتها المحلية، وقال «لماذا القيام بذلك ولدينا مخزون من الخام؟».
وأضاف المصدر أن صادرات النفط السعودية تمضي قدما «تماما مثلما كانت (من قبل) لتلبية حاجات السوق»، بحسب قوله.
وكانت جماعة «الحوثي» المدعومة من طهران قد تبنت مسؤوليتها عن مهاجمة أرامكو، لكن السعودية وأمريكا اتهمتا إيران بالوقوف وراء الهجوم، وقال مسؤولون أمريكيون في وقت سابق إن الهجوم نُفذ من منطقة في جنوب غرب إيران.
وفي أحدث رد فعل سعودي على مهاجمة أرامكو، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن بلاده لا تستبعد الخيار العسكري في الرد على الهجمات التي استهدفت شركة أرامكو.
جاء ذلك في كلمة له بجلسة حوارية مع الصحفيين على هامش فعاليات الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
وأضاف الجبير أن السعودية تجري تحقيقا لتحديد مصدر إطلاق الصواريخ على معملين حيويين لشركة «أرامكو» عملاق النفط.
وأوضح أنه «بعد إعلان نتائج التحقيق في هجمات أرامكو سنحدد خياراتنا في الرد سواء عسكريا أو دبلومسيا أو اقتصاديا».
واعتبر أن إيران مسؤولة عن الهجوم على معملي أرامكو لأن الأسلحة المستخدمة في الهجوم من صنعها.
وأكد حرص بلاده على «تفادي الحرب بأي ثمن لكن لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تهديدات إيران».
وقررت أمريكا على خلفية الهجوم إرسال مزيد من القوات الأمريكية إلى السعودية، كما فرضت عقوبات جديدة استهدفت طهران بهدف المزيد من تضييق الخناق عليها.
رويترز والأناضول