ترجمة: عربي بوست
رغم إعلان المملكة العربية السعودية عن تعافي إنتاجها من النفط، بعد استهداف شركة أرامكو في هجمات كانت هي الأولى من نوعها في 14 سبتمبر/أيلول، إلا أن الأرقام تقول عكس ذلك، جاء ذلك في تقرير لـ وكالة Bloomberg الأمريكية.
ورصد التقرير الأرقام التي نشرتها الرياض بخصوص إنتاجها من النفط:
- قبيل الهجوم مباشرة، كانت أرامكو تضخ 9.8 مليون برميل يومياً، وفقاً لمتوسط مستوى إنتاجها في شهر أغسطس/آب الماضي.
- فقدت السعودية 5.7 مليون برميل من إنتاجها اليومي، 4.5 مليون برميل من معمل بقيق و1.2 مليون برميل من حقل خريص، ما أدى إلى خفض الإنتاج إلى 4.1 مليون برميل يومياً مباشرة بعد الهجوم.
- عاد إنتاج النفط الخام إلى أكثر من 8 ملايين برميل يومياً.
- تخطط أرامكو لضخ 9.89 مليون برميل يومياً في المتوسط في شهر أكتوبر/تشرين الأول، وهو الرقم نفسه الذي قدمه وزير الطاقة عبدالعزيز بن سلمان أثناء حديثه في اجتماع مع وزراء نفط الدول الأعضاء في منظمة أوبك قبل الهجوم بيومين.
- عاد إنتاج الإيثان والغاز الطبيعي المسال إلى سابق عهده بدرجة كبيرة.
بخصوص نسبة الطاقة الإنتاجية:
- زادت أرامكو من طاقتها الإنتاجية الإجمالية لتصل إلى 11.3 مليون برميل يومياً ومن المقرر أن تستعيد طاقتها الإنتاجية القصوى السابقة البالغة 12 مليون برميل يومياً بنهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
- ينتج حقل بقيق 4.92 مليون برميل من طاقته الإنتاجية المتاحة، فيما ينتج حقل خريص 1.3 مليون برميل.
الصادرات:
- انخفضت شحنات النفط الخام السعودي المرصودة إلى حوالي 5.86 مليون برميل يومياً من 14 سبتمبر/أيلول إلى 25 سبتمبر/أيلول، وفقاً لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها وكالة بلومبرغ. هذا بالمقارنة مع 6.74 مليون برميل يومياً في الأيام الـ13 التي سبقت الهجوم.
- انخفضت شحنات النفط الخام إلى حوالي 6.054 مليون برميل يومياً في الأيام العشرة التي تلت الهجوم، بعد أن كانت 7.739 مليون برميل في الأيام العشرة السابقة للهجوم، وفقاً لشركة استخبارات البيانات Kpler.
أما فيما يتعلق بمعملي بقيق وخريص للنفط الخام:
- يعالج معمل بقيق النفط الخام الذي ينتجه حقلا الغوار وبقيق. ويخضع النفط المنتج من حقل شيبة، الذي يقع على بعد حوالي 579 كم في صحراء الربع الخالي، للتثبيت في الحقل ويُضخ في بقيق حيث يُمزج بالإنتاج من الحقول الأخرى. ولا يبدو أن حقل شيبة يعتمد على الأجزاء التي تضررت في معمل بقيق جرّاء الهجوم ومن المرجح أن إنتاج الحقل، الذي يضخ حوالي مليون برميل يومياً، سيعود بسرعة كبيرة بعد استقرار الوضع في بقيق.
- تشير الصور التي نُشرت في اليوم التالي للهجوم إلى أن جميع الأسطوانات الـ11 المستخدمة لخفض الضغط ونزع كبريتيد الهيدروجين قد أُصيبت، فيما تظهر صورة أكثر تفصيلاً لأربعة من هذه الخزانات إصابتها جميعها بثقوب.
- وتُظهر الصور التي اُلتقطت أثناء الجولة الصحفية في بقيق في 20 سبتمبر/أيلول، أن الحواف حول تلك الثقوب تنثني إلى الداخل، لا إلى الخارج، ما يشير إلى أن هذه الأسطوانات لا تعمل تحت ضغط مرتفع. ويبدو أن الصور الأخرى التي التقطت أثناء الجولة نفسها تظهر أن خمسة على الأقل من أصل خط مكون من 10 أبراج تثبيت تالفة.
- يضم حقل بقيق ما مجموعه 18 برج تثبيت وتبلغ طاقته الإنتاجية 7 ملايين برميل يومياً، وفقاً لموقعHydrocarbons Technology. قدمت أرامكو رقماً أقل لطاقتها الإنتاجية في ظل الظروف العادية في بقيق وهو 5.5 مليون برميل من النفط الخام يومياً. من المحتمل أن هذا الرقم الأدنى يمثل طاقة التثبيت (تبلغ طاقة كل برج من أبراج التثبيت الـ18 حوالي 300 ألف برميل يومياً، ما يعني أن طاقتها جميعاً تبلغ 5.4 مليون برميل)، في حين أن الرقم 7 ملايين يشير على الأرجح لسعة المزج.
- يعتقد أحد المهندسين ممن عملوا في مشاريع التكرير في السعودية ومشاريع معالجة النفط والغاز في أجزاء أخرى من العالم، ولكن ليس لديه معرفة مباشرة دقيقة بالوضع في بقيق، أنه يمكن ترقيع الأسطوانات وإعادة تشغيلها، على الأقل بصفة مؤقتة. وقال إنه يمكن إعادة تشغيل أبراج التثبيت غير التالفة أيضاً إلى أن يتم إصلاح الأبراج الأخرى أو استبدالها. من شأن ذلك أن يُعيد بقيق إلى العمل جزئياً بسرعة كبيرة وأن تزداد طاقته الإنتاجية تدريجياً مع إصلاح المزيد من الوحدات.
- يخضع النفط المنتج في خريص للتثبيت في الحقل في واحد من أبراج التثبيت الخمسة، التي لكل منها القدرة على معالجة 300 ألف برميل يومياً من النفط الخام. يُضخ النفط الخام المثبت من خريص إلى خط الأنابيب بين الشرق والغرب، الذي يمتد لحوالي 4.8 كم من المصنع. وحقيقة أن الحقل كان يضخ 1.2 مليون برميل يومياً قبل الهجوم يشير إلى أن أحد الأبراج كان متوقفاً.
- ذكرت تقارير أن اثنين من أبراج التثبيت قد تعرضا للتلف في الهجوم، ولم يبد أنه من الممكن عودة البرج الذي شاهده الصحفيون في جولة بالموقع بعد ستة أيام من الهجوم للعمل في غضون أيام. قد يشير ذلك إلى أنه من الممكن إعادة تشغيل ثلاثة أبراج في خريص بسرعة، على افتراض أن البرج المتوقف لا يخضع للصيانة أو ما شابه. ومن شأن ذلك أن يجعل طاقة خريص الإنتاجية 900 ألف برميل يومياً، وقد تزيد إلى 1.2 مليون برميل في حالة إصلاح أقل البرجين تضرراً في الهجوم.
- إن حقلي نفط أبو جفان ومزاليج في الجوار، اللذين تبلغ طاقتهما الإنتاجية الإجمالية حوالي 200 ألف برميل يومياً، جزء من مشروع خريص الأكبر ومن الجائز أن أرقام السعة الإنتاجية التي قدمتها أرامكو لخريص تشملهما، وفقاً لما ذكرته الشركة الاستشارية Genscape.
وفي محاولة لفهم هذه الأرقام:
قال التقرير، إنه من الصعب تفسير رقم الطاقة الإنتاجية البالغ 11.3 مليون برميل يومياً. وتُعرّف أرامكو طاقتها الإنتاجية القصوى المستدامة على أنها كمية النفط الخام التي يمكن إنتاجها في غضون ثلاثة أشهر وتدوم لمدة عام على الأقل. لذلك، قد يتوقف الأمر برمته على السرعة التي يمكن الوصول بها إلى هذه السعة.
لكن يظل السؤال المطروح عن سبب انخفاض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً عن مستوى إنتاج ما قبل الهجوم إذا كانت الطاقة الإنتاجية للمملكة الآن أقل من الحد الأقصى بمقدار 700 ألف برميل فقط.
إذا عاد الإنتاج السعودي إلى 8 ملايين برميل يومياً، فيمكن تحليله على النحو التالي:
- 4.1 مليون برميل من إنتاج ما قبل الهجوم الذي لم يتأثر.
- 2.0 مليون برميل من إنتاج بقيق المُستعاد، الذي يشمل مليون برميل من حقل شيبة.
- 1.2 مليون برميل من حقل خريص.
- 0.7 مليون برميل من الطاقة الإنتاجية الفائضة في أماكن أخرى دخلت في الإنتاج.
ومن المحتمل أن المملكة عززت إنتاجها من النفط من حقول السفانية والظلوف ومنيفة البحرية متى أمكن وستواصل ذلك في الأسابيع المقبلة. وتبلغ الطاقة الإنتاجية القصوى لحقل السفانية 1.3 مليون برميل يومياً وتبلغ طاقة حقل الظلوف 825 ألف برميل، وفقاً للنشرة الإعلانية التي نُشرت في شهر مايو/أيار لأول سندات أرامكو الأجنبية، في حين يمكن لحقل منيفة ضخ 900 ألف برميل يومياً.
وزيادة معدلات التدفق من هذه الحقول هي الطريقة الأكثر ترجيحاً لإيصال إنتاج المملكة إلى المستوى المستهدف وهو 9.89 مليون برميل يومياً في الشهر المقبل. ولكن ذلك له مشكلاته.
إذ تنتج الحقول الثلاثة درجات من النفط الخام أثقل من تدفقات نفط بقيق وخريص التي انخفضت مؤقتاً. وإلى أن يستعيد هذان المصنعان قدرتهما على العمل بالمستويات التي سبقت الهجوم، ستظل قائمة صادرات السعودية من النفط الخام أثقل، في المتوسط، مما كانت عليه الشهر الماضي، ومن المرجح أن تواصل المملكة مطالبة عملائها بقبول بدائل أثقل للدرجات التي كانوا يطلبونها في السابق.