قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بأن الحديث عن تقدم في الحوار وحل للأزمة الخليجية لا زال مبكرا.
وأكد الوزير القطري بأن ما تحقق مع المملكة العربية السعودية هو عبارة عن فتح قنوات فقط، ولا يوجد أي تقدم في الحوار معها، ونفى في الوقت ذاته وجود أي محادثات مع الإمارات العربية المتحدة.
وعن سبب اقتصار المفاوضات بين قطر والمملكة العربية السعودية، دونها عن باقي دول المقاطعة، قلل كبير الباحثين في مركز الخليج والمختص بالعلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية، الدكتور هشام الغنام، في حديث لوكالة "سبوتنيك" من أهمية الأمر، وأكد أن المصالحة لا تلوح في الأفق، وأكمل: "لايجب حبس الأنفاس، فالطريق لازال طويلا نحو أي مصالحة، والأسباب التي أدت لحدوث الأزمة لازال أغلبها حاضرا..."
أما المحلل السياسي السعودي سعد بن عمر فيقول في حديث مع "سبوتنيك": الجزء الأهم في الأزمة مع قطر، هي الشروط 13، سواء تفاوضات قطر مع الإمارات أو مع المملكة العربية السعودية أو مع البحرين، فهذه المطالب تنطبق على كل دولة من الدول الأربع.
ويتابع: "لذلك يعتقد البعض أن قطر تحاول أن تستدرج كل دولة على حدة، بينما في الواقع المطالب الـ13 هي نفس المطالب للمملكة والإمارات والبحرين، بمعنى أنها لو اتفقت مع المملكة العربية السعودية فهذا يعني أنها اتفقت مع الإمارات ومصر، لذلك من مضيعة الوقت أن نقول أن قطر تتفاوض مع المملكة أو مع الإمارات أو غيرها".
بدوره يؤكد المحلل السياسي والإعلامي القطري، أمين العواضي، بأن مسار المصالحة يتم بشكل منفرد، ويوضح قوله: "بالتأكيد أن مسار المباحثات سيكون بشكل رئيسي مع المملكة العربية السعودية، نظرا لأن حسابات الدوحة تحرص على أن تكون فقط مع المملكة وتتبعها البحرين طبعا، أما الإمارات فلأنها كانت المحرك الرئيسي والمدبر الفعلي لكل ما حدث في المنطقة، وهناك ممارسات من قبل الإمارات بحق الدوحة وصلت إلى حد الإسفاف".
ويضيف العواضي: "ربما تعامل الدوحة مع الملف الرياضي وكان هناك مواقف مشهودة لأمير قطر ولوالده وللحكومة، مع مشاركة المملكة العربية السعودية والدول الأخرى، وهنا يمكننا أن نقول أن الرياضة ربما استطاعت أن تفتح أفق جديد للحوار، وربما استطاعت رأب الصدع".
وعن موقف الدول الأخرى من دول المقاطعة والتي هي مصر والإمارات والبحرين من محادثات قطر مع السعودية، وإن كانت في صورة هذه المحادثات، يقول هشام الغنام: ماحصل حتى الان برأيي هو إذابة بعض الجليد وكسر للحواجز النفسية، أكثر منه تغيرا فعليا في معادلة الأزمة جيوستراتيجيا، لكن بالمقابل لايجب التقليل من أثر هذا التحول الإيجابي في مسار الأزمة.
ويواصل حديثه: "صحيح أنه قد يكون هناك بعض التباين بين دول المقاطعة الرباعية بما يخص ترتيبها لأهمية المطالب، لكن هناك إجماع على أن المبادئ الستة الصادرة عن إعلان القاهرة ضرورية لحل الأزمة".
فيما يرى المحلل السعودي بن عمر، بأن المفاوضات لا بد أن تكون جماعية، ويتابع: "لكن المملكة العربية السعودية هي العامل الرئيسي في هذه المفاوضات، لأن المقاطعة من المملكة هي الرئيسية في الموضوع، والإمارات ومصر لا يربطهما حدود مع قطر، والمقاطعة من قبل المملكة لها دور رئيس لإقناع قطر بالجنوح للمفاوضات والبعد عن المطالب التي هي مضرة بالدول الأربع".
ويبين الإعلامي القطري رأيه حول هذه النقطة ويقول: "ولكن علينا أن لا نتحدث بشكل عام وأن نحدد أن هذه المحادثات فقط مع المملكة العربية السعودية، والتي تحرص الدوحة على التقارب معها أو مد جسور العلاقات معها، وهنا علينا أن لا نستبعد أن الإمارات ربما قد تكون بالصورة، لكن هناك ردة فعل شعبية سعودية تجاه ممارسات الإمارات تجاه دول الخليج والمملكة خصوصا".
وعن المستقبل الذي ينتظر المصالحة الخليجية، وإن كان بإمكانها أن تتم عبر محادثات أحادية، يقول كبير الباحثين في مركز الخليج: "المملكة هي أكثر الدول قدرة للتأثير والضغط على قطر، بحكم العمق الاستراتيجي، فمن الطبيعي أن تكون بالواجهة في أي مشروع مصالحة قادم.
ويتابع: "المملكة ملتزمة بتحالفاتها هذه، لكن هذا لايمنع إعطاء قطر خط رجعة مقبول، فالمطلوب بنهاية المطاف هو تحقيق مطالب دول المقاطعة، والاستجابة لمخاوفها والوصول لتسوية ترضي الجميع، وأهم مافي هذه التسوية هو أن لاتتكرر هذه الأزمة مستقبلا".
ويواصل الغنام: قطر دولة خليجية ولن تنتقل إلى آسيا الوسطى، والوصول إلى نهاية وحل لهذه الأزمة يقع في غالبه على عاتق القطريين، ولابد أن من إظهار حسن النوايا وبناء الثقة مجددا مع جيرانهم وبأسرع وقت.
فيما يرى المحلل السعودي سعد بن عمر، بأن الأمل بالمصالحة أصبح أضعف مما قبل، ويوضح قائلا: "سواء قطر قبلت بالتفاوض مع المملكة أم لا، الشروط مفروضة من قبل جميع الدول، واليوم المصالحة أصبحت أبعد مما كانت، وأنا كنت من المتفائلين لأني أعرف حاجة قطر للرجوع إلى أخوتها، وعدم استفراد الآخرين بها من قبل تركيا وإيران، لكن للأسف الشديد لم تتم الأمور كما كنا نتمناه، والوضع الآن أسوأ مما كان عليه سابقا".
ويؤكد المحلل السياسي العواضي، بأن المصالحة لن تكون مع جميع دول المقاطعة، وإنما مع بعض منها، ويتحدث لن تتم المصالحة بالسرعة التي نتوقعها وربما تأخذ أمد طويل، للآثار السلبية التي تركتها المقاطعة، ونظرا للدور المشبوه الذي قد تلعبه الإمارات لوقف هذه المصالحة، أو لتحويرها كما يشاء.
ويختم قوله: "نظرا لحساسية الموقف لدى دولة قطر وتخوفها لتكرار هذه الأحداث، حيث أن الأمان فقد بين دول الخليج وفقدت الكثير من الروابط التي كانت تتحرك فيها الدول الخليجية مجتمعة، فأعتقد أنها قد تحتاج وقت أطول لترميم هذه العلاقة، وعودتها إلى شبه ما كانت عليه، ولن أقول إلى ما كانت عليه، لأنه من الصعب أن تعود كما كانت".