ردَّد آلاف المغاربة، مساء السبت 21 مارس/آذار 2020، أذكاراً وأدعية من شرفات منازلهم بعدد من المدن المغربية، مثل طنجة (أقصى شمال البلاد)، والرباط وسلا والمضيق (شمال) لرفع بلاء كورونا.
عدد من المواطنين نشروا مقاطع فيديو، على منصات التواصل الاجتماعي، وردد المواطنون أذكاراً مثل “مولانا نسعى رضاك، وعلى بابك واقفين، لا من يرحمنا سواك، يا أرحم الراحمين”، و”الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد”.
فيما وصف “خيي الخمليشي”، رئيس بلدية في مدينة طنجة، هذه الخطوة بـ”المشهد العظيم”. وقال في تدوينة له على صفحته بفيسبوك “ألسن تلهج بذكر ربها منادية اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت أن ترفع عنا هذا البلاء وأن تجنبنا الوباء”.
من شرفات منازلهم.. مغاربة يرددون أذكارا وتكبيرات لرفع بلاء #كورونا#المغرب
— ANADOLU AGENCY (AR) (@aa_arabic) March 22, 2020
https://t.co/mnVUmUvWvI pic.twitter.com/1t3eaIbbI9
في حين اختار مواطنون آخرون ترديد النشيد الوطني المغربي لرفع معنويات الأطباء والممرضين ورجال الأمن وكل العاملين الذين يحاربون فيروس كورونا.
في الوقت نفسه نظم عشرات المواطنين مسيرات احتجاجية (لم يعرف سببها)، بكل من فاس وطنجة بعد منتصف ليلة السبت، متحدّين حالة الطوارئ.
إلى ذلك فقد تداول عدد من المواطنين مقاطع فيديو للمسيرات التي خلت من تدخل السلطات، على مواقع التواصل الاجتماعي.
فيما انتقد نشطاء هذه المسيرات، معتبرين أنها تشكل تهديداً على صحة المواطنين.
وسبق أن أعلنت السلطات المغربية حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة في البلاد ابتداء من الجمعة لأجل غير مسمى، كوسيلة لا محيد عنها لإبقاء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) تحت السيطرة.
جاء ذلك في بيان لوزارة الداخلية، وأفاد البيان أن حالة الطوارئ الصحية “لا تعني وقف عجلة الاقتصاد، ولكن اتخاذ تدابير استثنائية تستوجب الحد من حركة المواطنين من خلال اشتراط مغادرة مقرات السكن باستصدار وثيقة رسمية لدى رجال وأعوان السلطة وفق الحالات التي تم تحديدها”.
الوزارة أوضحت أن الحالات المسموح لها بالتنقل هي “للعمل بالنسبة للإدارات والمؤسسات المفتوحة، بما فيها الشركات والمصانع والأشغال الفلاحية، والمحلات والفضاءات التجارية ذات الارتباط بالمعيشة اليومية للمواطن، والصيدليات، والقطاع البنكي والمصرفي، ومحطات التزود بالوقود”.
شدد البيان على أن التنقل يقتصر على “الأشخاص الضروري وجودهم بمقرات العمل، شريطة أن يتم تسليمهم شهادة بذلك موقّعة ومختومة من قِبل رؤسائهم في العمل”.
في غضون ذلك سجلت البلاد ارتفاعاً في عدد الإصابات بفيروس كورونا إلى 63 حالة مؤكدة، كما أعلنت وزارة الصحة تماثُل ثاني حالة مصابة بالفيروس للشفاء من المرض خلال اليوم ذاته.
يُذكر أن العاهل المغربي، الملك محمد السادس، دعا الجيش لوضع مراكز طبية مجهزة سبق له أن أمر بإحداثها بمختلف جهات المملكة رهن إشارة المنظومة الصحية بكل مكوناتها، إن اقتضى الحال، وعند الحاجة، بحسب بيان للديوان الملكي.
إلى ذلك، وحتى الأحد، أصاب كورونا أكثر من 307 آلاف حول العالم، توفي منهم أكثر من 13 ألفاً، أغلبهم في إيطاليا والصين وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
فيما أجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي دولاً عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات، بما فيها صلاة الجمعة والجماعة.