تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول عرض الرياض السلام على المتمردين الحوثيين، بعدما باتت حرب اليمن مرهقة جدا للسعودية.
وجاء في المقال: قررت المملكة العربية السعودية وضع حد للصراع اليمني المديد. وبحسب السفير السعودي في اليمن، محمد آل جابر، فإن بلاده دعت المتمردين الحوثيين إلى الرياض لإجراء محادثات سلام...
لا يستبعد الخبراء أن يكون انهيار أسعار النفط قد لعب دورا في استعداد الرياض للتفاوض، لكنهم يلاحظون أن هذا ليس العامل الرئيس.
وفي الصدد، قال كبير المحاضرين في قسم العلوم السياسية بالمدرسة العليا للاقتصاد، غريغوري لوكيانوف، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "ينبغي الانتباه إلى أن الوضع العسكري والسياسي في اليمن تغير كثيرا في الأشهر الأخيرة. فقد تكبدت قوات الرئيس هادي الموالية للسعودية هزائم عسكرية وسياسية كبيرة في محافظتي الجوف ومأرب اليمنيين". والأخيرة، مركز لوجستي واقتصادي مهم.
وقد باتت أهم شرايين النقل وحقول النفط تحت رحمة الحوثيين، وقطعوا أهم قنوات دعم الوحدات الأخرى من جيش هادي. وبحسب لوكيانوف، "في ظل هذه الفوضى على الأرض، فإن محاولات المملكة العربية السعودية إعادة الإمارات العربية المتحدة إلى العمل ضد الحوثيين انتهت إلى لا شيء تقريبا. فالإمارات، التي خرجت عمليا من الصراع في العام 2019، ألقت بالمسؤولية في العملية على السعودية. وفي ظل الظروف الحالية، باتت الحملة اليمنية في شكلها الحالي مرهقة بشكل لا يطاق للرياض". وبالتالي، ربما وصل بعض السياسيين السعوديين إلى قناعة بضرورة قبول حقيقة أن الوقت حان للتفاوض مع الحوثيين.
ووفقا للوكيانوف، فالمسألة اليمنية، من حيث أهميتها للعائلة الحاكمة السعودية، أولى من العلاقات الثنائية مع روسيا. فقال: "اليمن جار، وعلى أراضيه، تنفق المملكة العربية السعودية أكثر بكثير من كل تعاونها أو مواجهتها مع روسيا. حاولت السعودية الحيلولة دون مشاركة الأطراف الأخرى وعلاقاتها معها في الوضع. بالطبع، على الرياض أن تتكيف مع الوضع الجديد في سوق النفط ، لكنها مضطرة أيضا للاستجابة إلى الأحداث المؤلمة والمكلفة للغاية، في اليمن". وخلص إلى استحالة تجاهل الوضع والحفاظ على الحالة الراهنة.