معهد أمريكي: الضغط العسكري الاستراتيجي ضد الحوثيين سيجنب اليمن استمرار الحرب
الجمعة 3 ابريل 2020 الساعة 07:11
تعز أونلاين- ترجمات

ترجمة: أبوبكر الفقيه- يمن شباب نت

قال معهد امريكي: "بعد خمس سنوات من الحرب الغير حاسمة في اليمن، تظل أهداف التحالف العربي الذي تقوده السعودية، المعلنة غير محققة لغاية اليوم، ولابد من ضغط عسكري إستراتيجي لتحسين موقف الحكومة اليمنية".
 
وأضاف تقرير نشره معهد الشرق الأوسط الأمريكي - ترجمة "يمن شباب نت"- أن افتقار التحالف إلى التفكير الاستراتيجي والتخطيط والإدارة لأي حملة عسكرية كان من الممكن أن تجبر الحوثيين على التفاوض على السلام، وأعاق إعادة حكومة فاعلة بلا منازع في المناطق المحررة.
 
وأشار: "مع بقاء احتمالات إنهاء الصراع العسكري قاتمة وسط تفاقم التوترات داخل التحالف، تزداد أهمية أي تسوية يتم التفاوض عليها سياسياً".
 
وحذر التقرير: "لا يجب الاستهانة بوجود الحوثيين في منطقة مأرب، باعتبار أن ذلك سيكون عامل إفساد محتمل لوقف إطلاق النار الأخير الذي دعت له الأمم المتحدة، ووافقت عليه الحكومة والحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي لمنع انتشار فيروس كورونا في البلاد".




ولفت تقرير المعهد الأمريكي إلى "أن الحرب التي طال أمدها، برزت العديد من المفارقات، مما يشير إلى فقدان الاتجاه الاستراتيجي داخل التحالف أولاً، لم يفشل التحالف في هدفه الرئيس المتمثل في إعادة النظام اليمني الى صنعاء فحسب، ولكنه بات يكافح الآن لإعادة سلطته في العاصمة المؤقتة عدن.
 
 ثانيًا، بدلاً من ممارسة الضغط العسكري الكافي على الحوثيين للتفاوض على اتفاقية سلام على الصعيد الوطني، فقد مارس التحالف ضغطًا كبيرًا على الحكومة لإبرام اتفاقيتي ستوكهولم والرياض الفاشلتين.
 
 ثالثًا، يبدو حالياً أن المعركة تجري داخل إطار ما يسمى التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن، بدلاً من ٌخوض تلك المعركة ضد الحوثيين أو إيران.
 
في الآونة الأخيرة، قال السفير السعودي لدى اليمن محمد الجابر، "من غير المقبول أن تستعرض القوات التابعة للحكومة في شقرة [أبين] (...) في ضوء اتفاق الرياض الذي يسعى إلى إعادة الحكومة في عدن (...) بينما تتعرض مأرب، الجوف، والضالع لهجوم الحوثيين".
 
 ويشير بيان الجابر، إلى جانب تبادل الاتهامات بين المجلس الانتقالي والحكومة، إلى أن المملكة تتعثر وسط سلسلة من المعارك المتفرقة بين الشركاء المدعومين من التحالف، حيث فقدت التركيز على الجهد العسكري الأكبر ضد الحوثيين. بحسب المعهد الأمريكي.
 
وبغض النظر عن سبب تعثر الاتفاق الذي توسطت فيه السعودية، فإن الصورة الكبيرة باتت واضحة، وهي "أن القتال داخل القوات المدعومة من التحالف يسهل من مهام الحوثيين غير المكتملة -المتمثلة بالاستيلاء على المزيد من الموارد والأراضي".
 
وقال التقرير" "على النقيض من مسألة افتقار التحالف للاستراتيجية، فقد زادت إيران بشكل استراتيجي من دعمها العسكري والسياسي العلني والسري للحوثيين، مما رفع كلفة الحرب على المملكة عن طريق نقل المعركة إلى الأراضي السعودية".



وفي المجال السياسي، أعلن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي دعمه للحوثيين في أغسطس 2019، حيث رفعت طهران مستوى تعاونها من خلال الترحيب بإبراهيم الديلمي كممثل للحوثيين في إيران.  في غضون ذلك، دعم الحوثيون أجندة إيران المزعزعة للاستقرار في منطقة الخليج.
 
وبالتالي فمن الواضح بشكل متزايد أن تدخل التحالف يساعد فقط في توسيع نفوذ طهران في اليمن، وكذلك توسيع نطاق ومدى تهديد الحوثيين لجاره المباشر - في مؤشر واضح على أن الإستراتيجية قد انحرفت - إلى حد أن الرياض باتت تطالب الحوثيين بتفكيك برنامجهم الصاروخي والطائرات بدون طيار.
 
وبحسب ما ورد بدأ الحوثيون بالفعل في انتهاك وقف إطلاق النار من خلال مهاجمة صرواح، غرب مدينة مأرب.  وهذا يشير إلى أن ميزان القوى الحالي لا يفضي إلى مفاوضات جادة، وأن الحوثيين حريصون على توسيع سيطرتهم الإقليمية لزيادة نفوذهم في أي مفاوضات مستقبلية.
 
وبالتالي فإنه ولإشراك الحوثيين في محادثات سلام جادة وذات مصداقية، يجب على التحالف مضاعفة جهوده السياسية، وفرض ضغط عسكري استراتيجي لتحسين موقف الحكومة وتقليل تصور انتصار الحوثيين، مالم فإن الطريق سيصبح سالكاً باتجاه عام سابع من الصراع. وفقا للمعهد الأمريكي.


متعلقات