تقرير: أحمد عبد الله
يواصل الحوثيون تصعيدهم العسكري في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب، ومحافظتي الجوف (شمال البلاد) والبيضاء (وسط) والضالع جنوبا،
رغم إعلان التحالف إيقاف العمليات العسكرية، الخميس الماضي، استجابة لدعوات أممية وإقليمية بإيقافها، خشية من تفشي فيروس كورونا في اليمن بعد تسجيل أول إصابة في محافظة حضرموت (شرق اليمن) يوم الجمعة الماضي.
ويرفض الحوثيون الهدنة التي أعلن عنها التحالف العربي بقيادة السعودية، لمدة أسبوعين.
وقال الناطق باسم جماعة الحوثي، محمد عبدالسلام، في تغريدة له على “تويتر”، إن ذلك مجرد “تدليس وتضليل للعالم”، موكداً، في الوقت نفسه، أن الأمر يتطلب قراراً صريحاً بإيقاف الحرب، وعدم الاكتفاء ببيان وصفه بـ”الهزيل”.
وبدأت جماعة الحوثي عملياتها العسكرية المتسارعة بعد سيطرتها على مديرية نهم شرقي صنعاء.
ولم يقتصر الأمر على تلك الجبهات فقط، فقد صعدت الجماعة عملياتها العسكرية في الحديدة، مستهدفة منازل السكان في الدريهمي بأكثر من 20 قذيفة هاون خلال الفترة الماضية بحسب بيان صادر عن المركز الإعلامي لـ”ألوية العمالقة” التابعة لـ”القوات المشتركة”.
وتجري السعودية مفاوضات مع الحوثيين، رغم التصعيد الذي يسلكه الحوثي كطريقة متكررة مع أية هدنة يعلنها التحالف العربي، إذ بدا أنه غير مكترث لتلك الهدنة من خلال التصعيد العسكري في مختلف الجبهات، فضلاً عن إطلاق صواريخ باليستية على مأرب.
ومن المرجح استمرار الحوثيين في تصعيدهم العسكري الذي لم يتوقف منذ سيطرتهم على نهم، إذ توجهوا نحو مدينة الحزم بالجوف.
ضغط الحوثيين على السعودية يبدو أنه يحقق مكاسب لهم من خلال تقديم بعض التنازلات، وهو ما يظهر في جبهات القتال التي عادت للتساقط مجدداً، وخصوصاً في البيضاء والضالع جنوباً.
ويحاول الحوثيون استغلال التزام القوات الحكومية بالهدنة لتحقيق اختراق عسكري في جبهات البيضاء وصرواح والضالع.
ضغط الحوثيين على السعودية يبدو أنه يحقق مكاسب لهم من خلال تقديم بعض التنازلات، وهو ما يظهر في جبهات القتال التي عادت للتساقط مجدداً، وخصوصاً في البيضاء والضالع جنوباً.
وبالتزامن مع ذلك، يشهد الجنوب حالة من التوتر المتزايد، في ظل انشغال العالم بمواجهة فيروس كورونا.
في قراءته لأسباب إعلان الحوثيين عن تصعيدهم ذاك في هذا التوقيت، يرى المحلل السياسي محمود الطاهر، أنه جاء نتيجة لتخاذل الحكومة، وخصوصاً الطرف الحزبي الذي يسيطر على القرار السياسي والعسكري للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورفض إشراك كل المكونات السياسية، ودخولها في معارك جانبية مع الشعب اليمني، وحزب المؤتمر الشعبي العام، و”المجلس الانتقالي الجنوبي”، والقوات التي تتواجد في الساحل الغربي، إضافة إلى انشغال العالم بفيروس كورونا الذي يجتاح الكرة الأرضية.
وبحسب الطاهر، فإن الحوثيين وجدوا من خلال تلك الظروف فرصة لن تعوض في توسيع سيطرتهم، خصوصاً مع تواطؤ المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، مع الخروقات الحوثية اليومية، ولاسيما في الحديدة، دون أي تدخل يذكر من قبله لإيقاف مثل هذه المعارك، كما تدخل في الحديدة لإنقاذ الحوثيين، تحت عنوان الخوف من حدوث كارثية إنسانية.
وقال الصحفي كمال السلامي لـ”المشاهد” إن الحكومة مغيبة القرار، وليس هناك خطة بالحسم، والتحالف حسم أمره، بالتواصل والتفاوض مع الحوثي. وهذا ما أكده محمد آل جابر، سفير المملكة السعودية لدى اليمن، الذي أكد أن التفاوض مع الحوثي لم يتوقف منذ قصف شركة أرامكو النفطية، مع تأكيده على أن بلاده لا تعتزم التصعيد.
ويدل ذلك، وفقاً للسلامي، على أن التحالف هو من يقف وراء انهيار الجيش اليمني وعجزه عن التقدم، بخاصة أن تلك التصريحات تزامنت مع تصعيد الحوثيين في مأرب.
ومع استمرار القتال، وتحديداً في صرواح، يتوقع الطاهر استمرار الحوثيين بتوسيع سيطرتهم على المناطق التي توجهوا إليها؛ نتيجة لرفض القوى العسكرية في الحكومة، إشراك بقية المكونات السياسية في المعركة الوجودية والحاسمة.
ولم يستبعد، في سياق حديثه مع “المشاهد”، سيطرة الحوثيين على أجزاء كبيرة من مأرب، وبعض المناطق النفطية فيها، والتوجه لاحقاً إلى الجنوب وتعز، ما لم يتم تنفيذ كامل بنود اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية و”المجلس الانتقالي الجنوبي”، كونه الضامن الوحيد لمشاركة جميع المكونات والأحزاب اليمنية في الحكومة.
ويقول إن إعلان فشل اتفاق السويد، ومحاولات الأمم المتحدة إحلال السلام في اليمن، نتيجة لمعطيات الواقع، واستغلال الحوثيين لذلك، والتمدد نحو المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة، يتزامن مع عمل عسكري ميداني، وإشعال كافة الجبهات، واستغلال الفرصة التي تقدم لهم على طبق من ذهب، بحسب وصفه.
ويستطرد: “الوضع يبدو مرتباً، فالحوثيون يستغلون انشغال العالم بفيروس كورونا”. وبناء على ذلك، يستنتج أنه لن تتم أي حلول سياسية في اليمن.
وفي ظل المعطيات الحالية، فإن سقوط مأرب، بالنسبة للسلامي، مسألة وقت ليس إلا، وسيعلن بعدها التحالف وقف العمليات العسكرية، والدخول في سلام إجباري، ويتم تقاسم البلاد بين الانقلابيين شمالاً وجنوباً، وبمباركة السعودية.
على خلاف ما طرحه الطاهر، يؤكد المحلل العسكري حاتم أبو حاتم لـ”المشاهد” أن الحل هو إيقاف الحرب، والتفاهم بين اليمنيين، وتطبيق نتائج مخرجات الحوار الوطني، وعدم قبول التدخل الخارجي، وإلا فستكون كحرب “البسوس” التي استمرت قرابة 4 عقود.