القصة الكاملة التي فجرت الغضب في "البيضاء".. هل تندلع مواجهات بين القبائل والحوثيين؟
الاثنين 4 مايو 2020 الساعة 14:45
تعز أونلاين- يمن شباب نت

تتوسع دائرة الغضب في أوساط القبائل في محافظة البيضاء (وسط اليمن)، بعد نحو أسبوع من جريمة مقتل امرأة برصاص ميليشيات الحوثي الانقلابية في منزلها بمديرية "الطفة"، والتي أثارت غضب واسع في مختلف القبائل بالمحافظة.
 
وتحتشد قبائل البيضاء منذ أيام من أجل معاقبة الجناة والمشرفين الحوثيين في المحافظة الذين يقفون ورائهم، في ظل وساطة تقوم بين الطرفين من أجل حل الخلاف، غير أن القبائل تهدد بالثأر من الحوثيين على الانتهاكات والتعسفات التي يقومون بها في البيضاء.
 

ماهي القصة؟

والإثنين الماضي 27 إبريل/ نيسان 2020 قتلت ميلشيات الحوثي امرأة، تدعى "جهاد الأصبحي"، بعد اقتحام منزلها في مديرية الطفة، بمحافظة البيضاء، حيث حاصرت المنزل بعشرات الأطقم والعربات العسكرية لاختطاف زوجها "حسين محمد الاصبحي" الذي لم يكن موجود.
 
ولم يجد عناصر ميلشيات الحوثي في المنزل سوى زوجته وطفلها البالغ من عمر 14 سنة، لكنهم أصروا على اقتحام المنزل وأطلقوا النار مباشرة على المرأة وأردوها قتيلة على الفور، ونهبوا كل محتويات المنزل واختطفوا عدد من أبناء القبيلة، ومن ثم غادروا موقع الجريمة.
 
وبدأ أهالي وقبيلة المرأة المقتولة بالتحرك والمطالبة من قيادات ميلشيات الحوثي الانقلابية في البيضاء، تقديم القاتل والمشرفين للعدالة، وعلى الجانب الآخر تحركوا للاستنجاد بالقبائل الأخرى في المحافظة من أجل مساندتهم لأخذ حقهم من الجريمة التي لحقت بهم من قبل الميلشيات.



تهديد بالثأر والانتقام

وعقب الجريمة دعا الشيخ ياسر العواضي والقيادي في حزب المؤتمر الخميس الماضي 29 إبريل 2020، كل مشايخ البيضاء ورجالها وشبابها من كل الاطراف للجهوزية العالية، كواجب للأخوة والتضامن ورابط العرض والارض.
 
وأضاف - في سلسلة تغريدات بحسابة في موقع "تويتر"- وقد أبلغنا الوسطاء بمطالبنا ورفع مشرفيهم من البيضا واعطيناهم ثلاثة ايام ويعلموا ان كل حركة مرصودة وسيتم التعامل معها.  
 
وتابع: "على كل قبيلي بيضاني حر لاستعداد الكامل وعدم الركون للوساطة والمهلة فمشرفيهم في البيضاء معروف عنهم الغدر، ولن نقبل خدمة اي طرف سياسي". وأكد العواضي "هذا هو موقفي واتفقت عليه مع اغلب المشايخ المتواجدين داخل المحافظة".
 
وأعلن الشيخ العواضي، ان من سيأتيه براس قاتل بنت الاصبحي (القتيلة برصاص الحوثيين بمديرية الطفة) او حمود شثان مشرف الجريمة فله مكافئة مالية بقيمة عشرة مليون ريال.
 

وقال: "اللهم قد اشهدناك بأن مشرفين الحوثي في البيضاء قد بغوا وهتكوا الاعراض واغتصبوا الارض واهانوا اهلها وهدموا بيوتهم وقد أبلغنا قيادتهم عبر وسطاء لعلهم يستنكروا جرائم مشرفيهم في كل مديريات البيضاء، وآخرها قتل بنت الأصبحي".
 
ولفت الشيخ العواضي "أن مقتل بنت الأصبحي بمديرية الطفة هي رابعة جريمة يندى لها الجبين ووصمة عار في جباه فاعليها ووصمة عار في جبيننا جميعا، وان سكتنا فلا بارك الله فينا" لافتا ان موقفهم الرافض للتحالف العربي عن قناعة ومازال ولكنه "ليس شيك على بياض" على حد تعبيره.
 

مطالب للقبائل

وتؤكد قبائل البيضاء على مطالب فورية محددة من قيادات ميلشيات الحوثي الانقلابية، حيث نقل رسالتهم إلى قياداتهم في العاصمة صنعاء أحد المشائخ القبليين في المحافظة، والذي يدعى الخضر عبد الرب الأصبحي، وأكد عن المطالب والتوحد حولها من اجل توقف الجرائم.
 
والمطالب بحسب الرسالة المتداولة - في مواقع التواصل الاجتماعي - وتم قراءتها من قبلي الشيخ الاصبحي الذي أوصلها لقياداتهم، هي تسليم الجناة الذين قتلوا الشهيدة "جهاد أحمد الأصبحي" في بيتها إلى العدالة، إطلاق سراح المختطفين عقب الجريمة وعددهم ثمانية أشخاص.
 
ومن ضمن المطالب، إعادة كافة المنهوبات من منزل القتيلة، وإطلاق سراح وكيل المحافظة الشيخ "صالح الخضر الأصبحي"، ورد اعتباره، تشكيل لجنة لتقصي الحقائق ومحاسبة المتورطين في الجريمة من المشرفين الحوثيين في المحافظة.
 
ورفضت قبائل البيضاء التحكيم القبلي قبل أي تنفيذ للشروط الأولية من أجل حل القضية، ومازالوا مهددين بالتصعيد ضد ميلشيات الحوثي، بعد انتهاء المهلة المقررة بثلاثة أيام، كما أعلنها الشيخ ياسر العواضي الأربعاء الماضي 29 إبريل/ نيسان 2020، والتي من المفترض أنها انتهت السبت الماضي.
 

جهود الوساطة 
 
ومنذ الأربعاء الماضي تنتظر قبائل البيضاء ما ستسفر عنه نتائج المهلة المقررة لميلشيات الحوثي الانقلابية في تنفيذ مطالبهم الخمسة، لكن وبحسب الأخبار الواردة من البيضاء يبدو أن الميلشيات تسير نحو التجاهل وعدم الاكتراث لتلك المطالب، مصرين على أن جريمتهم استهدفت ارهابيين.
 
وأعلن الشيخ ياسر العواضي أمس الأحد، أن سلطنة عمان طلبت من قبائل البيضاء إعطاء مهلة إضافية، وقال: "احتراما للأشقاء في السلطنة، تشاورت مع أولياء الدم ومشايخ الذمر وقررنا اعطائهم المهلة التي طلبوها واليد على الزناد" في إشارة للاستعداد للقتال إذا لم يخضعوا للمطالب.
 
ومازالت قبائل البيضاء تحتشد للاستعداد للقتال ضد ميلشيات الحوثي، ويهدد مشايخها بشكل معلن إذا لم يتم تنفيذ مطالبهم بشكل فوري، داعيين جميع القبائل للمواجهة والدفاع عن الأرض والعرض، وقال العواضي: "للقبائل التي لا تريد أن تكون معنا لا تجعلوا أرضكم طريق لتعزيزات الحوثيين، وإذا لم تكونوا قادرين على ذلك فالقبائل ستأتي للقيام بالمهمة".

وتتحدث القبائل بلغة الثأر لحقهم جراء الانتهاكات التي طالتهم، رافضين أي وصف لهم من قبل ميلشيات الحوثي انهم يخدمون الحكومة الشرعية أو التحالف العربي، مؤكدين على حقهم في الدفاع عن أنفسهم من الجرائم البشعة التي يمارسها الحوثيون.

 

 

- فيديو :

 

 


متعلقات