«كورونا».. الكارثة الجديدة في اليمن
الاثنين 18 مايو 2020 الساعة 14:54
تعز أونلاين- مأرب الورد

«وكالات المعونة وضعت استراتيجية استجابة سريعة مع السلطات، لتقليل معدل انتقال العدوى بفيروس كورونا» 

«هناك أولوية رئيسية أخرى هي حماية نظام الصحة العامة الذي يواصل التركيز على احتواء الأمراض الفتاكة كالكوليرا وحمى الضنك والملاريا».

تفشّي الوباء بنصف المحافظات سيكون كارثيا وحتى الآن ما يزال في أربع محافظات تحت سيطرة الشرعية أما الحوثيون فلم يعلنوا سوى عن ثلاث حالات بينها حالة وفاة.

*     *     *

لم يكن ينقص بلدنا كارثة جديدة، وهو المثقل بالكوارث والأزمات، حتى يأتي وباء «كورونا»؛ على الرغم من أن البعض يصفنا بالمحظوظين قياساً على بداية تسجيل أول حالة إصابة بالوباء في العاشر من الشهر الماضي، أي بعد قرابة أربعة أشهر من بدء انتشاره وتفشّيه في العالم انطلاقاً من الصين.

من هذه الزاوية، بالتأكيد ثمّة حظ في تأخّر وصول الفيروس للبلاد؛ لكن من يعرف وضعها سيكون رأيه مختلفاً عن هذا التوصيف، على اعتبار أن النظام الصحي شبه منهار باعتراف منظمة الصحة العالمية، وهناك انقسام على مستوى السيطرة والسلطات على الأرض، فضلاً عن عدم وجود أجهزة الفحص ومسحات أخذ العينات (ما هو موجود محدود للغاية) التي تساعد على اكتشافه من عدمه، وهذا ما يعزّز فرضية انتشار الوباء مبكراً دون أن يتم الكشف عنه بسبب ما ذكرناه، خاصة مع وجود وفيات بالأعراض نفسها من شهر ديسمبر الماضي.

يوم الثلاثاء الموافق 12 مايو الحالي، أشار ممثّل منظمة الصحة في اليمن، إلى وصول 14 ألف عينة فحص إضافية، و1100 من المحاليل المخبرية الخاصة بفيروس «كورونا»، وهي كميات غير كافية. 

وقبل أيام، أطلقت المنظمة تحذيراً قالت فيه إن هناك «احتمالية تأثير فيروس كورونا على 16 مليون رجل وامرأة وطفل في اليمن، أي ما يزيد عن 50% من سكان البلاد». وأكدت أن «كورونا سيظل تهديداً كبيراً للشعب اليمني والنظام الصحي المتعثر إذا لم يتم تحديد حالات الإصابة وعلاجها وعزلها وتتبُّع مُخالِطيها على النحو السليم».

أكثر المدن تسجيلاً للإصابات والوفيات هي عدن حتى تاريخ كتابة المقال الثلاثاء الماضي، بحسب أرقام اللجنة الوطنية العليا لمواجهة الوباء، التابعة للحكومة الشرعية، والتي وثّقت 4 حالات وفاة و35 حالة إصابة، وعلى إثر انتشار المرض وغيره من الأوبئة التي تسبّبت في وفاة 300 شخص -وفق تقديرات شبه رسمية- أعلنتها الحكومة مدينة موبوءة.

وبلغت عدد الحالات المصابة 56 حالة والوفيات 9، وهو رقم كبير مقارنة بعدد المصابين فيما سُجلت حالة تعافي. ولا تشمل هذه الأرقام المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون بالنظر إلى صعوبة تحقق اللجنة من الحالات في الواقع.

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، قدّم صورة لحجم انتشار الوباء قائلاً: «إنه في الأسبوع الماضي، ارتفع عدد الإصابات خمسة أضعاف من سبع حالات»، ورجع ذلك «إلى أن الفيروس ينتشر دون اكتشافه منذ عدة أسابيع، وهو ما قد يؤدي إلى إرباك مرافق الرعاية الصحية في البلاد». وهنا مكمن الخطورة التي سبق الإشارة إليها في البداية.

لكن ما الحل؟ يقول المكتب، في بيان له، إن «وكالات المعونة وضعت استراتيجية استجابة سريعة مع السلطات، لتقليل معدل انتقال العدوى بفيروس كورونا»، وتحدّث عن «أن هناك أولوية رئيسية أخرى هي حماية نظام الصحة العامة، الذي يواصل التركيز على احتواء الأمراض الفتاكة، مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا».

إن تفشّي الوباء في محافظات البلاد أو نصفها على الأقل سيكون كارثياً بكل معنى الكلمة، وحتى الآن ما يزال في أربع محافظات تحت سيطرة الشرعية، أما الحوثيون فلم يعلنوا سوى عن ثلاث حالات، بينها حالة وفاة.

* مأرب الورد كاتب صحفي يمني

المصدر | العرب القطرية


متعلقات