شدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مساء الخميس، على رفض "تمرد" المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.
جاء ذلك في خطاب وجهه هادي للشعب اليمني، بمناسبة العيد الوطني لتحقيق الوحدة بين اليمن الجنوبي والشمالي في 22 أيار/ مايو 1990.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" عن هادي، قوله إن الوحدة اليمنية "تعرضت للاستغلال من قبل البعض خلال الـ30 عاما الماضية، كما تعرضت للابتزاز والاعتداء من البعض الآخر".
وأشار إلى مرور ما يزيد على 7 أشهر منذ توقيع "اتفاق الرياض" بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
ولفت الرئيس اليمني إلى أن الاتفاق جاء "بعد تمرد على الدولة".
وقال إن اتفاق الرياض "كان هدفه جمع الجهد، ولمّ الشمل، والاتجاه نحو البناء من جهة، واستكمال التحرير من جهة أخرى".
واتهم هادي "المجلس الانتقالي" بـ"السطو على مؤسسات الدولة، وانتهاك حقوق أبناء محافظة عدن ولحج والضالع (جنوبا)، وممارسة عمليات النهب لموارد الدولة، وتنفيذ حملات اعتقال تعسفية، واستهداف الجيش".
وتابع: "ما زلنا ندعو إلى الرشد، ونجنح للسلام وحقن الدماء، ونؤكد أن اتفاق الرياض ما زال حتى اللحظة خيارا متاحا وممكنا ومخرجا حقيقيا لهذه الأحداث".
وطالب هادي المجلس بـ"بالجنوح للحق، والتنازل عن العناد، وأن يكون عند مستوى المسؤولية".
ووقعت الحكومة اليمينية و"الانتقالي"، في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اتفاقا بالعاصمة السعودية، تضمن 29 بندا لمعالجة الأوضاع السياسية والاقتصادية، والعسكرية، والأمنية في الجنوب.
وجاء توقيع الاتفاقية عقب قتال شرس بين الطرفين في آب/ أغسطس الماضي، انتهى بطرد الحكومة التي اتهمت الإمارات بتدبير انقلاب ثان عليها بعد انقلاب الحوثيين، وهو ما نفته أبوظبي.
وشدد هادي، في خطابه، على أن "البلاد لم تعد تحتمل، وأن الدماء ليست ماء حتى نستبيحها بهذه الطريقة التي لا يقرها قانون ولا دين ولا عرف".
وحذر من تفاقم الوضع الإنساني، الذي قال إنه "لا يحتمل المقامرة والمكابرة والعناد، فمصلحة أبناء شعبنا تقتضي تحكيم العقل والعودة إلى جادة الصواب".
ولفت هادي إلى أن "هناك من رأى في الوحدة الوطنية خطرا حقيقيا على مشاريعهم الضيقة وأفكارهم السلالية ومشاريعهم الصغيرة، ليعلنوا عمليا تقسيم البلاد عبر مصادرتهم للدولة والهجوم على المدن واستباحة الدماء"، في إشارة إلى الحوثيين.
وتطرق الرئيس اليمني إلى إعلان الوحدة، معتبرا أنه "لم يكن سوى تجسيدا لحقيقة راسخة في التاريخ تشير إلى شعب واحد منذ الأزل؛ ثقافة وهوية ولغة وتاريخا وجغرافيا".
وفي تغريدة له بالمناسبة، قال هادي إن الشعب اليمني شب عن الطوق، ولا يمكن خداعه، مضيفا: "رهاننا على شعبنا كبير، أكبر من كل الواهمين وأوهامهم، وأعظم من كل الحاقدين وأموالهم، وأقوى من كل المحاربين وأسلحتهم".
وتم الإعلان رسميا عن الوحدة بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي، في 22 أيار/ مايو 1990، ليصبح حينها علي عبد الله صالح، رئيسا للجمهورية اليمنية الموحدة، وعلي سالم البيض نائبا له.