نشرت قناة "اليمن اليوم" التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام كلمة قالت انها لأحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس السابق بمناسبة الذكرى الـ30 للوحدة اليمنية.
ووصف أحمد علي يوم الوحدة بأنه "يومٌ مجيدٌ واستثنائي في تاريخ شعبنا اليمني العظيم"، وقال إن "الوحدة المباركة هي الأصل وما دونها هي الاستثناء والهوامش والنتوءات التي تفرضها في بعض الأحيان صراعات السياسة أو مطامع السلطة وغيرها".
وأضاف ان " الوحدة ستظل راسخة؛ وحتى وإن اعترضت مسيرتها بعض المشاكل أو التحديات في أي وقت من الأوقات فإنه ينبغي معالجتها وتصحيحها"، داعياً الأطراف السياسية "للحفاظ على هذا المنجز التاريخي العظيم".
وفي حين دعا إلى "إيقاف الحرب"، و"إيجاد حلول سياسية عادلة للخروج منها"، كان لافتاً خلو خطابه من أي ذكر للحوثيين الذين نفذوا انقلاباً في صنعاء، وقتلوا والده، أو الدعوات للانفصال التي يقودها ما يعرف بالمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات.
وأكد صالح " على وحدة وتماسك المؤتمر الشعبي العام"، وقال انه "وحدة واحدة وصف واحد متماسك ولا يوجد أبداً مؤتمر في الداخل ومؤتمر في الخارج كما يردد البعض إلا في عقول من يريدون تمزيق هذا الكيان الوطني الرائد، فالمؤتمر الشعبي العام واحد موحد وورقة صعبة غير قابلة للتقسيم أو التفريط، ولن ينثني المؤتمر أمام أي محاولات عبثية لشق صفوفه".
ولم يحدد هل يقصد المؤتمر الذي يقوده الرئيس عبدربه منصور هادي أم الذي يقوده صاد أبو راس المتحالف مع الحوثيين في صنعاء، والذي كان قد اختار احمد علي في وقت سابق نائباً لرئيس الحزب.
وتعليقاً على هذا الخطاب قال القيادي المؤتمري عادل الشجاع إنه "يعد حدثاً تاريخياً لأن الرجل كسر حاجز الخوف الذي كان يفترض أن يكسره بعد مقتل أبيه مباشرة".
وفي حين أشاد بما أسماها "شمولية الرؤية" في الخطاب قال الشجاع إن الأجزاء الغائبة في الخطاب هي الأهم؛ فهو " لم يتطرق إلى إنتفاضة الثاني من ديسمبر 2017 ، والتي راح ضحيتها الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح والأمين العام عارف الزوكا ومعهما كوكبة من المؤتمريين، ولم يتطرق إلى الآلاف من المعتقليين الذين مازالوا يقبعون في معتقلات مليشيا الحوثي، ولم يتطرق الخطاب ولو بالإشارة إلى الانقلاب في صنعاء وعدن".
وأضاف: كان الخطاب متخاذلاً وخاضعاً لاستمرار شراكة المؤتمر مع جماعة تمارس الفصل العنصري الذي تجاوزه الزمن، إضافة إلى أنه يكافئ هذه المليشيات بدلاً من أن يدعو إلى محاكمتها على جرائمها ضد المؤتمر والشعب اليمني.
وتابع انه " لم يذكر الشرعية في خطابه ولا إلى كيفية نسج علاقة معها، بالرغم من أنه أكد على استمرار الشراكة مع الحوثي ولم يدعو إلى فضها، كما دعى الزعيم وأوصى بذلك".
وقال ان الخطاب "تجاهل أن الحوثيين يحملون أباه في كل خطاباتهم السياسية وفي قنواتهم الإعلامية ما يسمونه فتنة الثاني من ديسمبر ويحملونه مسؤلية ما يجري من خراب ودمار.. المسكوت عنه في خطاب أحمد علي، كأن مشكلته مع طرف آخر وليس مع الحوثيين".
وتساء الشجاع: هل يدرك أحمد علي أن بقاء المؤتمر في الشراكة مع الحوثي يجعل المؤتمر يتحمل جميع المسؤوليات والالتزامات، ويجعله مصادقاً على مقولة الحوثي أن الزعيم كان خائنا وعميلا؟.
واستطرد: يفترض أن الذين كتبوا له الخطاب يدركون أننا أمام مرحلة جديدة، والمؤتمر أمام تحديات مصيرية، على مستوى الخيارات السياسية والمستوى التنظيمي، والأهم على مستوى العلاقة مع جمهور واسع بكل اليمنيين.
وقال ان احمد علي بهذا "يكون قد ألغى انتفاضة الثاني من ديسمبر وحق المؤتمريين المشروع في فك الشراكة مع الحوثيين، وشرعن لانقلاب الحوثي الذي يعتبرها فتنة وخيانة وعمالة".
واختتم بالقول: ليس من المعقول أن يكون المؤتمر شريكاً في السلطة ويتحلل من ممارساتها القائمة على ظلم الناس ومصادرة مرتباتهم وتدمير المؤسسات وتجريف الوظيفة العامة والزج بالناس في المعتقلات والسجون؛ فكيف يستوي الشيء ونقيضه؟ وسيدرك أيضا أنه تجاهل الشرعية وتحالف دعم الشرعية المنصوص عليهما في القرارات الدولية.