صحيفة روسية: يموت اليمنيون بالأوبئة في منازلهم
الاثنين 25 مايو 2020 الساعة 07:32
تعز أونلاين- متابعات

نشرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، تقريرا تحدثت فيه عن وضع اليمن في خضم انتشار فيروس "كوفيد-19"، وأعداد الوفيات والمصابين المتضاربة بين ما تصرح به السلطات وما تؤكده المنظمات الإنسانية الدولية.

وقالت الصحيفة، إنه تم الإبلاغ عن تسجيل أقل من 200 حالة إصابة بفيروس كورونا و30 حالة وفاة، وفقا للإحصائيات الرسمية لليمن.

في المقابل، يعتقد الأطباء والمنظمات الإنسانية الدولية، أن هذه الأرقام لا تعكس الواقع. ففي محافظة عدن وحدها جنوب البلاد، ارتفع معدل الوفيات 8 مرات خلال الأسبوع الماضي.

وأفادت الصحيفة بأن مركز أطباء بلا حدود هو المركز العلاجي الوحيد المتخصص في علاج كوفيد-19، وليس في عدن فقط وإنما في جنوب اليمن ككل.

ووفقا للمركز، من 30 نيسان/ أبريل حتى 17 أيار/ مايو، تم استقبال 173 مريضا توفي منهم 68 شخصا.

وبحسب هذه المنظمة، توفي خلال الأسبوع الماضي في عدن ما يصل إلى 80 شخصا يوميا، وقبل تفشي الفيروس كان المعدل 10 وفيات يوميا. كما زاد عدد حالات الإصابة بين العاملين في المجال الطبي.

وأشارت الصحيفة إلى أن ما لاحظه مركز أطباء بلا حدود هو أن العديد من الأشخاص يلجأون إلى المركز بعد فوات الأوان، بينما يبقى الكثيرون في منازلهم حتى يموتوا.

وفي هذا الصدد، كارولين سيغوين، التي تدير البرامج الخاصة باليمن في منظمة "أطباء بلا حدود"، إن "الوضع مريع في اليمن".

الدعوة لإجراءات عاجلة

وذكرت الصحيفة أن منظمة أطباء بلا حدود، تدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمساعدة عدن واليمن بشكل عام. وذلك، من خلال تخصيص أموال لدفع أجور العاملين في القطاع الصحي وتوفير معدات الحماية ومعدات المستشفيات.

وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الإنسانية حذرت مسبقا من أن النظام الصحي في اليمن غير جاهز لمكافحة فيروس كورونا.

ونتيجة لذلك، حاولت المنظمة اتخاذ بعض التدابير الوقائية في بداية الوباء. وبدأ العمل على تجهيز المراكز الطبية الخاصة في أكثر من 30 مستشفى، وكذلك توريد المعدات الطبية. ومع ذلك، من الواضح أن هذه الإجراءات غير كافية لتغطية حاجيات حوالي 30 مليون نسمة من سكان اليمن.

وسُجلت أول حالة إصابة بفيروس كورونا في اليمن يوم 10 نيسان/ أبريل. وبعد شهر، تم إعلان عدن "منطقة موبوءة". وفي ذلك الوقت، تم تسجيل 35 حالة إصابة رسميا في المدينة، منهم 4 حالات وفاة. ولكن لا أحد يؤمن بصحة هذه البيانات، خاصة أن معدل الوفيات في عدن ارتفع بشكل حاد.

ونقلت الصحيفة عن مدير أحد المستشفيات الخاصة، ياسر الناصري، أن الحكومة لا تولي اهتماما كافيا بأزمة كورونا جنوب البلاد، نظرا لأن المجلس الانتقالي أعلن "الإدارة الذاتية" لمحافظات الجنوب في نهاية نيسان/ أبريل.

وفي الوقت ذاته، يدعو البعض إلى عدم التسرع في التوصل إلى استنتاجات حول أسباب القفزة الحادة في معدل الوفيات، خاصة أن الأشخاص الذين توفوا لم يتم إثبات أسباب وفاتهم وما إذا كان ذلك مرتبطا بفيروس كورونا.

وأضافت الصحيفة أنه إذا كانت هناك بعض المعلومات حول عدن، فلا توجد مصادر موثوقة حول الوضع في جميع أنحاء البلاد ككل.

ويوم 10 أيار/ مايو، علقت منظمة الصحة العالمية عمل موظفيها في اليمن في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي. 

وبعد أسبوع، اتهم ممثلو الحكومة اليمنية علانية الحوثيين بإخفاء الأرقام الصحيحة المتعلقة بتفشي الفيروس في الأراضي الخاضعة لسيطرتهم.

وأكدت الصحيفة أنه حتى إذا كانت الإحصائيات التي ذكرتها السلطات الرسمية قريبة من الواقع، والمستشفيات مجهزة بكل ما هو ضروري، فإن الوسيلة الرئيسية لمكافحة الوباء، أي الحجر الصحي، يكاد يكون من المستحيل تحقيقها.

فمعظم سكان البلاد محرومون من سبل العيش، وغالبا ما يكونون أمام اختيارات صعبة: إما الموت جوعا أو من فيروس كورونا أو الكوليرا أو نتيجة الأعمال العدائية. كما أن العديد من اليمنيين ببساطة ليس لديهم منزل للمكوث فيه حتى تنتهي الجائحة.


ترجمة: عربي 21


متعلقات