شقت محافظة مأرب طريقها في ازدهار وتوسع الإنتاج الزراعي رغم الحرب الدائرة على محيطها منذ 5 أعوام، حيث تحاول جماعة الحوثي اقتحام المحافظة رغم تكبدها خسائر كبيرة أمام قوات الجيش الوطني في مناطقها المختلفة.
ولازمت هذه المحافظة خطتها في أن تصبح سلة غذاء اليمن وصحن مائها ومتحف تاريخها المفتوح رغم الحرب لتنتقل على تحديات الحرب وتذهب حيث خطت أهدافها في ذلك.
مأرب بترابها الخصب وفاكهتها اللذيذة وأكثر بقاع البلاد اخضرارا صيفا وشتاء بفضل سد مأرب الذي لا ينضب وبمعجزة غايرت وقائع نتائج الحروب والمنغصات لتنتصر عليها جميعا وتحبو نحو الصعود ببناء الاقتصاد من أبوابه وتخصيص بوابة الزراعة حتى باتت على ما هي عليه اليوم تاركة جبهات القتال ومخلفات الحرب لأهلها.
باتت تحظى محافظة مأرب بالاكتفاء الذاتي بل تحولت إلى التصدير الداخلي والخارجي للخضروات والفواكة والحبوب والبقوليات، في حين لم تستطع محافظات اليمن الأخرى في سلمها توفير احتياجاتها الزراعية الكاملة بخلاف أيام الحرب العصيبة، وذلك بفضل سد مأرب الذي يروي أراضيها طوال العام بالري المباشر أو تغذية آبار المزارعين والمياه الجوفية.
ارتفاع معدل الإنتاج
وارتفعت نسبة إنتاج المحافظة بنسبة 60% خلال العام 2019 على العام الذي سبقه، كما زادت رحلات التصدير الداخلي بشكل كبير، بحسب التقرير السنوي الصادر عن وزارة الزراعة.
يقول يوسف الأهدل وهو مستثمر زراعي ومالك سوق تصدير محلي في مأرب: "كل شيء تزرعه مأرب من خضروات وفواكه أهمها الطماطم والبطاطس والبصل وكذا الشمام والبطيخ والبرتقال والعنب وجميع أنواع الخضروات والفواكه الأخرى".
كما تقوم المحافظة بتصدير منتجاتها إلى أغلب مدن اليمن وبكميات كبيرة تختلف بحجم طلب تلك الأسواق ونوعية طلبها.
وأرجع الأهدل في حديثه لـ"الموقع بوست" زيادة الإنتاج الزراعي في مأرب للدعم الزراعي الكبير المقدم من السلطة المحلية وكذا المنظمات الزراعية العالمية، مشيرا إلى أن المزارع يحصل على البذور بأنواعها بسعر منخفض توفره المنظمات وتدفع أكثر من نصف قيمته، وكذلك الكهرباء مجانية وتوفير الوقود بالإضافة إلى المياه والأراضي الزراعية أسهم ذلك في زيادة الإقبال على الاستثمار المحلي في الزراعة وبذلك زاد الإنتاج.
وأشار الأهدل إلى أن الإشكالات والصعوبات لا زالت تواجه المزارعين بمأرب من خلال قلة وعدم توفر أصناف الأسمدة والسموم التي من شأنها تزيد المنتج جودة ومواصفات.
سد مأرب
في حين قال أحمد بعيس، وهو مستشار زراعي، إن "سد مأرب يمثل الأهمية الكبرى والأساسية لاستمرار الزراعة في مأرب ومشاريع تطويرها على المدى المستقبلي البعيد".
وتشهد مأرب ذات العوامل المناخية الملائمة للزراعة المتنوعة إقبالا متزايدا على الاستثمار والتوسع الزراعي خاصة في زراعة الفواكه.
وتعد مأرب في المرتبة الأولى من بين محافظات الجمهورية في الإنتاج الزراعي والأولى في إنتاج الحمضيات بنسبة 74% من إنتاج البلاد حيث يقدر إنتاج المحافظة من البرتقال فقط نحو 130 ألف طن في العام، حسب التقرير السنوي الصادر عن مكتب الزراعة بمأرب.
ورغم طرق الزراعة التقليدية التي يعتمد عليها مزارعو مأرب إلا أن إنتاجهم كبيرا من الطماطم والبطاطس والبصل والمانجو والبرتقال وغيرها الكثير من الخضروات والفواكه.
وما أن تكتفي الأسواق المحلية بمأرب حتى تعد الناقلات حمولاتها الثقيلة لنقل الفواكه إلى مختلف أسواق الجمهورية.
فأسواق أبين وعدن وتعز وإب وحضرموت وصنعاء أكثر المحافظات اعتمادا على منتجات مأرب الزراعية من الفواكه وبعض الخضروات.
نقص الدعم والاستشارات الزراعية
وحسب أحمد العزعزي مدير الإنتاج الزراعي بمأرب، فإن المحافظة تحتفظ ببعض المنتجات الزراعية لنفسها مثل السمسم والبسباس والذرة الصفراء ولا تبيعها إلى خارج المحافظة.
وقال العزعزي في تصريحات لـ"الموقع بوست" إن المحافظة لا زالت تتداول منتجات زراعية خارجية مثل التفاح والبرتقال لكن هذا لا يعني أن تظل مزارع مأرب خالية من ثمار هذه المنتجات ففي حال توفرت بذور وأسمدة واحتياجات زراعتها ستكون المحافظة الخصبة سباقة في زراعتها وتصديرها.
وأضاف أن المزارع بمحافظة مأرب يحظى بالاهتمام النسبي من قبل المنظمات العالمية الزراعية والسلطات بتوفير الأسمدة والبذور والاستشارات الزراعية مجانا، ومع هذا يأمل المزارع المأربي والمستثمر أن تتوفر تقنيات زراعية حديثة لزيادة إنتاجهم الزراعي لتغطي مساحات أراضي واسعة لم تزرع بعد.
المصدر: الموقع بوست