تقرير: حسان محمد
“من اليمن سيخرج للعالم علاج كورونا، ولدينا مشاريع بحثية واعدة من زملاء صيادلة وأطباء ومختبرات”. بهذا التصريح خرج وزير الصحة العامة والسكان بصنعاء الدكتور طه المتوكل، على الناس، في مؤتمر صحفي، أواخر مايو المنصرم، ليبشرهم بالفرج والتوصل إلى الدواء الذي عجزت عن اكتشافه والوصول له كل الدول الصناعية العظمى.
وليس غريباً إعلان جماعة الحوثي اختراعات وصناعات سباقة في مجال الطب، فقد أعلنت سابقاً عن إنجازات كبيرة في الصناعات العسكرية المتمثلة بتصنيع الطائرات الحربية المسيرة، والصواريخ الباليستية متنوعة المدى، والقوة التفجيرية والألغام.
الغريب أن الجماعة لا تولي أي اهتمام لمعاناة السكان في مناطق سيطرتها، إذ عجزت المنشآت الصحية عن تقديم الرعاية الصحية لمصابي فيروس كورونا، فضلاً عن عدم الإفصاح عن عدد الوفيات والمصابين به حتى اليوم.
أمر يتنافى مع ما أعلن عنه وزير الصحة في حكومة الحوثيين، حول مشاريع بحثية للوصول إلى علاج لمكافحة الفيروس.
مع انتشار وباء كورونا، بدأ الإعلان عن صناعات طبية ودوائية عدة دُشنت بإعادة تشغيل مصنع الغزل والنسيج لصناعة الكمامات الطبية التي أكدت وزارة الصناعة والتجارة التابعة لحكومة الحوثيين، أنها ستكون بجودة عالية، وأسعار رمزية، ليكون بمتناول الجميع شراؤها، لكن بعد شهور من العمل والإنتاج مايزال سعر الكمامة الطبية ذات الجودة المنخفضة 200 ريال.
وينتج مصنع الغزل والنسيج الذي بدأ العمل فيه بداية مارس الماضي، ما بين 8 آلاف و10 آلاف كمامة في اليوم الواحد، من قبل مجموعة من النساء، ولم يتم افتتاح الخط الآلي الذي سينتج مليون كمامة يومياً، كما أعلنت وزارة الصناعة والتجارة عن ذلك سابقاً.
وعلى الرغم من تشكيك جهات طبية بنوعية المنتج وإخضاع عملية الإنتاج لمقاييس الجودة، لا يعرف المواطنون أين تباع أو توزع الكمامات المنتجة من المصنع!
من ضمن الصناعات الدوائية، ما أعلنت عنه الهيئة العليا للأدوية مؤخراً بأنها وضعت قائمة بـ8 أصناف من الأدوية المستخدمة لعلاج كورونا، ومن ضمنها “فيتامين سي”، للبدء بإنتاجها محلياً، لكسر احتكار الأدوية.
وفي طفرة صناعية أخرى، كشف محمد علي الحوثي، عضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، في 22 أبريل الماضي، بدء عملية تصنيع أجهزة التنفس الصناعي محلياً، وتوزيعها على المستشفيات العامة، وأكدت وزارتا الصناعة والتجارة والصحة العامة والسكان التابعتان لجماعته، أن الصناعات يقوم بها مخترعون يمنيون شباب.
ومن ضمن الصناعات الدوائية، ما أعلنت عنه الهيئة العليا للأدوية مؤخراً بأنها وضعت قائمة بـ8 أصناف من الأدوية المستخدمة لعلاج كورونا، ومن ضمنها “فيتامين سي”، للبدء بإنتاجها محلياً، لكسر احتكار الأدوية.
وفي حين يستمر الإعلان عن صناعات وابتكارات دوائية جديدة، وإجراءات وقائية فاعلة للحد من انتشار وباء كورونا، لم يرَ الناس شيئاً ملموساً منها على أرض الواقع، وتزداد أعداد الوفيات بالجائحة يومياً.
وقابلت تصريحات المتوكل الأخيرة انتقادات كثيرة وسخرية من أطباء وصيادلة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن الجماعة مستمرة في بيع الوهم للناس والاستخفاف بعقولهم، علماً أن وزارة الصحة جهة علاجية وتنفيذية، ولا تمتلك المراكز البحثية التي تؤهلها لإنتاج اللقاح، وأكدوا أن جماعة الحوثي مستمرة في بيع الوهم للناس من خلال نشر معلومات خاطئة، وكأن معامل ومختبرات اليمن هي التي ستنقذ العالم.
وقال نقيب الصيادلة الدكتور فضل حراب: “الحقيقة أن وزارة الصحة هي جهة تنفيذية وعلاجية مباشرة للمواطن، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي بأساتذة الجامعات، والمتخصصين في أبحاث علوم الأوبئة والأمراض المعدية والمختبرات -التي لا تمتلكها- يفترض أن تكون مخولة بالتوصل إلى العلاج.
وتساءل حراب، في منشور على صفحته في “فيسبوك”: “كيف سيتم اختراع الأدوية والأمصال التي عجزت وﻻزالت دول العالم تحتار في فك شفرة فيروس كوفيد 19؟ وأنتم تصرحون بما ليس لكم علم فيه”.
ورداً على سخرية النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص تصريحات وزير الصحة، كشف الدكتور وهاج المقطري، مستشار الوزير طه المتوكل، عن صنف من الأدوية المستخدمة في علاج كوفيد 19 المستجد.
وقال المقطري، في منشور على صفحته في “فيسبوك”: “نسبة الشفاء من مرض كوفيد 19 في الحالات الشديدة، عالية جداً، وباعثة للأمل رغم الإمكانات الشحيحة، والفضل لله أولاً، ولقائد الجيش الأبيض وزير الصحة الذي أولى اهتماماً كبيراً لجانب البحوث العلمية، وسعى منذ وقت مبكر لإدخال العديد من الأصناف المحتمل فائدتها ضد كورونا، مثل عقار Stromectol… وغيره، ثم الفضل لجنود الجيش الأبيض المجاهدين الأشاوس”.
وأضاف: “حاولت ألا أفصح عن هذا الأمر حتى لا يسود الاطمئنان المفرط الخطير، وغير المرغوب فيه. لكن أفصح عنه بسبب “الطابور الخامس” الذي يسعى لضرب ثقة المواطن المسكين بالسلطة في صنعاء، وبقيادة وزارة الصحة، وبالأشاوس جنود الجيش الأبيض”.
دواء إيفرمكتين “Ivermectin” أو ما يعرف في بعض البلدان باسم ستروميكتول “Stromectol”، وفي مصر بـ“إيفرزين” الذي كشف عنه الدكتور المقطري، يصنف في فئة أدوية “مضادات الديدان”، وهو دواء قديم يستخدم لعلاج بعض أنواع الديدان والطفيليات، وموضعياً لعلاج الجرب وقمل الشعر.
وبحسب الدكتور حراب، يستخدم إيفرمكتين أو ستروميكتول لعلاج داء اللولبية القوية “العدوى بنوع من الدودة المستديرة التي تدخل الجسم عبر الجلد، وتتحرك عبر الشعب الهوائية، وتعيش في الأمعاء”، وللسيطرة على داء كلابية الذنب أو ما يعرف بـ”عمى النهر”، وهي عدوى بنوع من الدودة المستديرة التي قد تسبب طفحاً جلدياً، ونتوءات تحت الجلد، ومشاكل الرؤية بما فيها فقدان الرؤية، وتقتصر فاعلية الدواء على علاج داء كلابية الذنب بقتل الديدان النامية فقط، ولا يقتل الديدان البالغة التي تسبب داء كلابية الذنب.