يحسم المعركة دائما.. الاتصالات السلاح الفتاك الذي يرجح كفة المعارك للحوثيين (تقرير)
الجمعة 26 يونيو 2020 الساعة 07:28
تعز أونلاين- الموقع بوست

إلى جانب حروبها العسكرية الميدانية، تقود جماعة الحوثي  حروبا أخرى على مدينة مأرب من الأربعة الاتجاهات، في محاولة منها لتثبيط معنويات الجيش الوطني الصامد في مواجهة الجماعة.

 

وتلعب الاتصالات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء دورا مهما في حرب خفية تقودها الجماعة ضد الجيش الوطني والنشطاء والسياسيين والمناوئين لها، وتشن الجماعة حربا نفسية وتجسسية بالاختراق لأجهزة الاتصالات العسكرية والمدنية لمحاولة تحقيق مكاسب لصالحها، مثل محاولاتها اختراق مدينة مأرب التي فشلت دون جدوى بعد فشلها أيضا عسكريا.

 

وفي ظل السيطرة الكاملة على شركات الاتصالات الخاصة والحكومية، من قبل الحوثيين في العاصمة المحتلة صنعاء، تفرض الجماعة قيودها وشروطها على شركات الاتصالات، بل تستخدمها كأداة حرب من أدواتها ضد المواطنين وتتجسس على اتصالاتهم ورسائلهم الخاصة.

 

تثبيط معنويات الجيش

 

وفي السياق، شكا ضباط وجنود في الجيش الوطني بمحافظة مأرب في تصريحات لـ"الموقع بوست" أنهم يتلقون منذ أيام اتصالات ورسائل تهديد وترغيب من قبل متصل يدعي أنه يتبع ما سماه الاستخبارات اليمنية في صنعاء.

 

وبحسب الجنود فإن رسائل الجماعة تتضمن دعوتهم للعزوف عن القتال بصفوف الجيش الوطني والعودة إلى صنعاء وتكفلها بتأمين عودتهم.

 

وقالت تلك المصادر إن أرقاما مختلفة تتصل بهم من شركات اتصالات "سبأفون" و"يمن موبايل" وكذا أرقام سرية لا تظهر على الشاشة عند تلقي الاتصال.

 

أحد الضابط في جبهة صرواح بمأرب طلب عدم الكشف عن هويته قال لـ"الموقع بوست" أنه تلقى الأيام القليلة الماضية اتصالا من شخص سمى نفسه بـ"الاستخبارات" في صنعاء مناديا له باسمه وصفته، أن يترك القتال بصف الجيش الوطني والعودة إلى صنعاء.

 

تجسس

 

من جهته، مصدر هندسي كان قبل عام يعمل في شركة الإتصالات اليمنية بصنعاء، أكد في لقاء خاص مع "الموقع بوست" أن جماعة الحوثي تترصد جميع الرسائل النصية، وتقوم باختطاف العديد من المواطنين في مناطق سيطرتها بسبب الرسائل النصية SMS، وأنها قد أوقعت بمئات المواطنين عبر الرسائل النصية التي تتجسس على كل رسالة نصية في مناطق سيطرتها والمناطق الأخرى.

 

وأضاف المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن هويته أن "جماعة الحوثي تتحكم بالاتصالات اللاسلكية والسلكية والإنترنت داخل اليمن ككل".

 

ولفت المصدر إلى أن جماعة الحوثي قطعت الاتصالات والإنترنت لعدة مرات عن العديد من المناطق في اليمن، سواء داخل مناطق سيطرتها أو خارجها وقبل هجماتها على المناطق لأسباب عسكرية والتجسس والمراقبة.

 

وأشار المصدر إلى أن جماعة الحوثي لا تحترم على الإطلاق أي خصوصيات للمواطنين وأنها تتجسس على الجميع وتراقب كل شيء حتى بعض أتباعها وقادة يعملون في صفها.

 

مهندسون أجانب

 

وأكد المصدر أن جماعة الحوثي جلبت عددا كبيرا من مهندسي الاتصالات وتقنية المعلومات، بينهم جنسيات أجنبية، يعملون بسرية محكمة وفي قطاعات مغلقة لا يختلطون بالعمال اليمنيين على الإطلاق.

 

وحسب المصدر فإن جماعة الحوثي تستطيع اختراق الاتصالات العسكرية والخاصة، مشيرا إلى أنه تم تكليف فرق واسعة لاختراق الاتصالات. مؤكدا أن أجهزة اتصالات حديثة وأجهزة تشويش نوعية تسلمتها جماعة الحوثي عبر دول مجاورة لليمن لم يسمها.

 

وقال المصدر إنه "إذا لم تنشئ الشرعية شركات اتصالات بديلة ولو محدودة وتخلت عن الشركات السابقة، وأنشأت بدائل للإنترنت القادم من صنعاء، فإنه لن يكون لدى الجماعة أي معلومة مخفية عسكرية أو خاصة من قبل الشرعية".

 

ولفت إلى أن التهديد مستمر على قوات الجيش في الجبهات واختراق أجهزتها العسكرية واتصالاتها أو على الأقل تشويشها بشكل دائم، كون الجماعة حصلت على أجهزة تشويش حديثة جدا وواسعة النطاقات، حسب المصدر الهندسي.

 

وكانت مصادر عسكرية في جبهة نهم شرق صنعاء قالت بأنهم تلقوا أوامر بالانسحاب عبر أجهزة اتصالاتهم العسكرية دون معرفة المنادي، وهو ما تحدثت عنه قيادات عسكرية كانت في جبهة نهم، موضحة أن اتصالاتها تم اختراقها وتوجيه أوامر انسحابات قبل سقوط نهم بيد الحوثيين.

 

الإنترنت وضرب الجيش

 

ووفقا للمصادر فإنه مع اشتداد المعارك الميدانية بين الحوثيين والجيش الوطني ترتفع نسبة الاتصالات لمحاولة إقناعهم عبر التهديد والترغيب للمقاتلين والمشايخ القبليين والشخصيات الاجتماعية والنشطاء والسياسيين للعزوف عن الوقوف بجانب الشرعية.

 

يشار إلى أن جماعة الحوثي المنقلبة على الدولة، تقوم في معظم حربها على بعض المحافظات والمناطق بقطع اتصالاتها بما فيها الإنترنت، لتحقيق تقدم والسيطرة على تلك المناطق بطريقتها الخاصة.

 

وكانت آخر تلك العمليات التي قامت بها جماعة الحوثي في منطقة ردمان بمحافظة البيضاء (وسط اليمن) التي قطعت عنها الاتصالات والإنترنت مدة ثلاثة أيام، قبل سيطرة الجماعة عليها مطلع الأسبوع الجاري، حسب تصريح الزعيم القبلي ياسر العواضي الذي كان يقود المعركة ضد الحوثيين في المنطقة.

 

إلى ذلك قال مصدر محلي في محافظة الجوف التي سقطت قبل أشهر بيد الحوثيين إن الجماعة وقبل دخولها المحافظة عن طريق خيانات قبلية موالية للجماعة، قامت بتعطيل أجهزة البث وقطعت الاتصالات والإنترنت عن المحافظة ككل قبل دخولها بـ10 أيام، وما أن دخلت الجماعة الحوثية المسلحة المحافظة حتى تم فتح الاتصالات والإنترنت منذ صباح اليوم الأول لدخول الجماعة.

 

خط إمداد مالي

 

وليست الجوف أو البيضاء اللتين تعرضتا لتلك العملية بل العديد من المدن والمناطق التي سقطت بيد الحوثيين تعرضت لمثل تلك العمليات، مستغلة سيطرتها على مركز شركات الاتصالات في العاصمة صنعاء الخاضعة منذ خمسة أعوام لسيطرة الحوثيين.

 

ورغم المدة الطويلة من سيطرة الجماعة على شركات الاتصالات، لم تستطع الحكومة الشرعية توفير شركة اتصالات واحدة بديلة للمناطق المحررة، أو شركة خاصة بجيشها الوطني لحماية معلوماتها العسكرية، وحماية تابعيها، كما لم تبادر دول التحالف العربي مجتمعة برفد البلاد بشركة اتصالات خارجة عن سيطرة الحوثيين وقطع بث تلك الشركات الخاضعة لسيطرة الجماعة في المناطق المحررة، وضرب الجماعة في أهم مصدر دخل وخط إمداد مالي يرفد الجماعة بملايين الدولارات.

 

 


متعلقات