كشفت عمليات تشريح أجساد مرضى متوفين جراء كوفيد-19 الناتج عن فيروس كورونا المستجد إصابتهم بتجلطات دموية في كل أعضاء الجسم تقريبا.
وخلال الأشهر الستة التي انقضت منذ بدأ فيروس كورونا المستجد ينتشر في مختلف أنحاء العالم تعلم الأطباء في المستشفيات الكثير عن المرض الذي أصاب نحو 12.6 مليون شخص وقتل حوالي 560 ألفا حول العالم.
ومن ضمن ما تعلمه العاملون في مجال الرعاية الطبية أن المصابين بالفيروس عرضة بدرجة أكبر للإصابة بالجلطات وأن أدوية سيولة الدم يمكن أن تفيدهم.
ويقولون إنه بخلاف الجهاز التنفسي والرئتين، من الممكن أن يهاجم فيروس كورونا أعضاء كثيرة أخرى في الجسم منها القلب والكبد والكليتان والدماغ.
الدكتورة آمي رابكيفيتش، رئيسة قسم علم الأمراض في مركز جامعة نيويورك أجرت دراسة تشريحية لأجساد مرضى متوفين وقد نشرت في دورية "لانست" أواخر الشهر الماضي.
الطبيبة قالت في مقابلة الجمعة إن فريقها رصد انتشار التجلط ليس فقط في الأوعية الدموية الكبيرة، ولكن أيضا في الأوعية الدموية الصغيرة، وهو ما قالت إنه أمر غير متوقع.
وقالت: "كان من المتوقع أن نجد تجلطا دمويا في الرئتين إلا أننا وجدناه في كل عضو نظرنا إليه تقريبا في الدراسة".
التشريح كشف أيضا أمرا جديدا بخصوص الخلايا العملاقة (خلايا نخاع العظم الكبيرة) التي عادة لا توجد خارج العظام والرئتين، إذ تم رصدها أيضا في القلب والكليتين والكبد والأعضاء الأخرى، وخاصة القلب. وهذه الخلايا تنتج الصفائح الدموية التي تشارك في تخثر الدم.
ويقول أطباء إن تعرض مرضى كوفيد-19 لاضطرابات تجلط الدم يمكن تكون مقدمة للسكتات الدماغية والالتهابات الشديدة التي تهاجم الكثير من أعضاء الجسم.
ومنذ انتشار المرض يحاول الأطباء الاستعانة بأدوية معروفة لعلاج المصابين. ويبدو أن أفضل الأدوية الواعدة حتى الآن هي ريمديسيفير المضاد للفيروسات وديكساميثازون وهو عقار ستيرويدي يعالج الالتهابات التي تطرأ على الجسم عند الإصابة بكوفيد-19.
ومن بين وسائل العلاج أيضا بلازما الدم التي يتبرع بها المرضى ممن تكونت لديهم أجسام مضادة جراء الإصابة بالفيروس.